قدم نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، قراءة تحليلية للنظام الأساسي للحكم في محاضرة بعنوان «النظام الأساسي للحكم: قراءة فكرية»، تضمنت محورين الأول «التعريف بالنظام الأساسي للحكم» اشتمل على التعريف بالنظام وتحديد نشأته وجذوره التاريخية وأهميته، والمحور الثاني «قراءة في النظام الأساسي للحكم» تناول فيه تحليل بعض مواد النظام واستخلاص مضامينه، في ما يتعلق ببعض المبادئ الدستورية التي احتوى عليها. وقال الأمير فيصل في المحاضرة، التي حضرها أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وأستاذ العقيدة في جامعة الملك سعود الأمير سعود بن سلمان بن محمد آل سعود ونظمتها الجمعية العلمية السعودية للدراسات الفكرية المعاصرة في جامعة القصيم، مساء الثلثاء الماضي، في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة: «إن نظام الحكم يعد أهم وثيقة دستورية في المملكة، وجاء مميزاً بصفاء المصدر وأصالة المنهج وسمو الأهداف، استمد أصوله من الشريعة الإسلامية مع مسايرة أعراف المجتمع السعودي والمحافظة على قيمه وأصالته، وهو بذلك يتميز عن بعض دساتير وأنظمة الحكم التي تبنت قوانين وضعية تخالف الشريعة الإسلامية». وأكد أن النظام الأساسي للحكم «جاء ليسهم في ترسيخ تجربة الدولة السعودية في بناء مجتمع، يعد نموذجاً للمجتمع الإسلامي المعاصر المتمسك بعقيدة الإسلام وتطبيق شريعته، مع الأخذ في الوقت نفسه بأسباب التطور العلمي والتقني في مختلف مجالات الحياة»، داعياً الباحثين والمهتمين «إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات للنظام لاكتشاف سماته وخصائصه الفريدة، بخاصة في ما يتعلق بالحقوق والواجبات والحريات العامة، والشؤون الاقتصادية والمالية». واقترح نائب أمير منطقة القصيم في ختام محاضرته على الجامعات، بخاصة أقسام الشريعة والسياسة والأنظمة والإعلام، «تخصيص مقرر لتدريس النظام الأساسي للحكم ضمن خططها ومناهجها الدراسية، للأهمية القصوى للدارس في هذه التخصصات». من جهته، أكد الأمير سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، في مداخلة له، أن أهم ما ورد في النظام الأساسي للحكم «هو التحاكم إلى الكتاب والسنة، وأنه لا بد من حراسة بيعة الإمام وأن من اعتدى على النظام الأساسي للحكم، مهما كانت صفته أو درجته العلمية، سواء باسم الإصلاح أو باسم الجهاد سيقف القضاء في وجهه حارساً للنظام والأمة من أن يتفرق جمعها»، مبيناً أن المقصود من النظام الأساسي للحكم «توحيد الكلمة وحكم الناس بالكتاب والسنة بعدل وشورى، وأنه لا يتحقق ذلك إلا بصيانة هذا الحق». وكانت المحاضرة، التي أدارها مدير جامعة القصيم الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي، بدأت بكلمة لرئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري، أوضح فيها أن الجمعية نشأت من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم ضمن هيكل أساسي أقرته وزارة التعليم العالي. وبين أن أبرز أسباب إنشاء الجمعية «هو إظهار ما يتميز به الفكر الإسلامي من ربانية في المصدر ومنهجية في التلقي والاستدلال، كذلك اعتداء فكر الغلو على المنهج الشرعي الصحيح ومواجهة حملات التشويه ذات المنطلقات الفكرية المنحرفة لتذويب الأصول الشرعية وتفريغ الحقائق العقدية من مضامينها». وأشار الخضيري إلى أن الجمعية «تتبنى تأليف وترجمة الكتب وإعداد الدراسات وإصدار الموسوعات والمجلات المتخصصة، والتواصل مع مراكز الأبحاث والمؤسسات العلمية، وتقديم الاستشارات والخدمات ودعم ورعاية الموهوبين وإبرام عقود شراكة بحثية واستشارية مع المؤسسات الحكومية والأهلية، في مجالات اهتماماتها وفق القواعد المنظمة في هذا الشأن».