بدأ مجلس الأمن اليوم (الخميس) مشاورات عاجلة مغلقة بناء على طلب الولاياتالمتحدة، بعد محاولات جديدة قامت بها كوريا الشمالية لإطلاق صواريخ بالستية، بحسب ما أفاد ديبلوماسيون. وكان مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أفاد أن كوريا الشمالية أطلقت ما يبدو انه صاروخ من طراز «موسودان»، لكنه سرعان ما اختفى عن شاشات الرادار، في ما أعلنت القيادة الاستراتيجية الأميركية أنها رصدت محاولتين لإطلاق صواريخ منذ مساء أمس، لم يشكل أي منهما تهديداً لأميركا الشمالية. وصرح الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن «هذا النوع من العمل (من جانب كوريا الشمالية) مقلق جداً»، ودعا مجدداً بيونغ يانغ الى «الامتناع عن أي عمل استفزازي جديد واحترام تعهداتها الدولية». وقال المسؤول الكوري الجنوبي إن الصاروخ الذي أطلق من وونسان على الساحل الشرقي «سقط بعد ثوان من إطلاقه، لذا يبدو ان التجربة فشلت»، إضافة الى محاولة ثانية أعلنت «وكالة الأنباء الكورية الجنوبية» أنها تمت مساء، وباءت بالفشل. وذكر الناطق باسم القيادة الاستراتيجية الأميركية اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل أن القيادة رصدت «ما نعتقد أنهما محاولتان لإطلاق صاروخين من كوريا الشمالية أمس واليوم»، وتابع أن قيادة الدفاع عن المجال الجوي لأميركا الشمالية خلصت إلى أن «إطلاق الصاروخين من كوريا الشمالية لم يشكل أي تهديد لها». ومنيت كوريا الشمالية في 15 نيسان (أبريل) الجاري في ذكرى ميلاد مؤسس النظام كيم ايل سونغ بفشل ذريع لدى قيامها بتجربة لإطلاق صاروخ «موسودان»، الذي تقول إنه يمكن أن يطال القواعد الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادىء. وتعد بيونغ يانغ الى عقد مؤتمر للحزب الواحد الحاكم اعتباراً من 6 أيار (مايو) المقبل، هو الأول منذ حوالى 40 عاماً. ويخشى المراقبون أن تجري بيونغ يانغ في هذه المناسبة تجربة نووية جديدة بعد تجربة 6 كانون الثاني (يناير) الماضي، خصوصاً بعدما أعلنت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة أنها حققت مجموعة من النجاحات التقنية نحو ما يبدو انه الهدف الاعلى لبرنامجها النووي: صنع صاروخ بالستي عابر للقارات، ومزود برأس نووي قادر على ضرب القارة الأميركية. واختبرت كوريا الشمالية بنجاح السبت الماضي صاروخاً أطلقته من غواصة، وهو صاروخ بالستي استراتيجي «بحر-أرض»، مثيرةً بذلك انتقادات حادة من مجلس الأمن الدولي. وهو ما دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية الأسبوع الماضي خلال زيارة الى المانيا الى الإقرار بأن «كوريا الشمالية تحرز تقدماً خطراً، حتى لو ان جهودها لم تتكلل بنجاح أكيد»، موضحاً أنه «على رغم من أنهم يخفقون في غالبية الأوقات في عدد كبير من التجارب، فإنهم يراكمون في كل مرة معارف جديدة». وأضاف «نأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وكذلك حلفاؤنا والعالم أجمع». وازدادت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ التجربة النووية في كانون الثاني (يناير)، والتي تلاها في 7 شباط (فبراير) الماضي إطلاق صاروخ في عملية اعتبرت بمثابة تجربة مموهة لصاروخ بالستي. وكان مجلس الأمن رد بإقرار أشد العقوبات على بيونغ يانغ، من بينها الحد من عمليات تصدير الفحم والحديد، ما أثار غضبها.