خلص خبراء إلى أن التجربة الناجحة التي أعلنت كوريا الشمالية إجراءها الشهر الماضي لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة، كانت في الحقيقة تجربة فاشلة. ونشرت كوريا الشمالية السبت الماضي تسجيل فيديو قالت انه يوثق تجربة جديدة أجرتها بنجاح على إطلاق صاروخ بالستي من غواصة، وذلك بعد ثلاثة أيام على إعلانها إجراء تجربة ناجحة لتفجير قنبلة هيدروجينية. ويظهر في التسجيل غير المؤرخ الذي بثه التلفزيون الرسمي في بيونغ يانغ الزعيم الكوري الشمالي جيم كونغ اون على متن بارجة عسكرية وهو يرتدي معطفاً شتوياً وقبعة، بينما يراقب صاروخاً يشق الماء عمودياً، ويبدأ الارتفاع مع اشتعال النار في محركه. بعدها، تتغير زاوية التصوير ويظهر صاروخ يرتفع بين السحاب. وكان الخبراء اعتبروا يومها على الفور ان انقطاع التسجيل مرده إلى عملية مونتاج جرى خلالها اقحام مشاهد لتجربة صاروخية أخرى، لتبدو اللقطات انها من التجربة ذاتها، وذلك بهدف إعطاء الانطباع أن التجربة كانت ناجحة. وأعلن خبراء في مركز «جيمس مارتن» الأميركي لدراسات منع الانتشار النووي، ان الصاروخ أُطلق بنجاح من الغواصة الكورية الشمالية لكنه انفجر على ما يبدو بمجرد خروجه من الماء. وقالت الباحثة في المركز كاثرين ديل: «مع أنه يبدو أن إطلاق الصاروخ تم بنجاح.. إلا اننا نعتقد ان خطأ كارثياً حصل عند اشتعال محركه». وأضافت أن النظام الكوري الشمالي «تلاعب بالصور بهدف إخفاء هذه النتيجة». وشكك الباحث في «المعهد الاميركي الكوري» في جامعة «جونز هوبكينز» جون شيلينغ في نجاح التجربة، مرجحاً ان يكون الصاروخ أُطلق من بارجة وليس من غواصة. وعلل نظريته بوجود سفينة حربية على بعد أقل من 50 متراً من مكان إطلاق الصاروخ، وهو أمر مستبعد في حال تم الإطلاق من داخل غواصة لأنه يشكل خطراً كبيراً على هذه السفينة. وكانت وسائل إعلام كورية جنوبية ألمحت إلى فرضية تلاعب بيونغ يانغ بالصور، مشيرة إلى أن التسجيل هو تركيب يجمع لقطات من التجربة الثالثة لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة كانت بيونغ يانغ أجرتها في بحر اليابان في كانون الأول (ديسمبر) 2015، بينما صور الصاروخ وهو يرتفع بين السحاب تعود إلى تجربة لصاروخ سكود اُجريت في العام 2014. وتؤكد كوريا الشمالية أنها طورت صواريخ بعيدة المدى تستطيع بلوغ الولاياتالمتحدة. لكن يعتقد خبراء ان بيونغ يانغ لا زالت تحتاج إلى أعوام عدة، لتصبح قادرة على إطلاق صواريخ عابرة للقارات.