اطلقت كوريا الشمالية الاربعاء صاروخا الى الفضاء محققة بذلك "اختراقا" تكنولوجيا اعتبرته الولاياتالمتحدة "استفزازا شديدا" واعربت الصين عن "اسفها" له. واعلنت مذيعة على التلفزيون الرسمي وهي ترتدي الزي الكوري التقليدي ان "اطلاق النسخة الثانية من قمرنا الاصطناعي كوانغ ميونغ سون 3 من مركز سوهاي الفضائي.. قد تمت بنجاح، ووضع القمر الاصطناعي في المدار كما كان مقررا". واشادت وكالة الانباء الكورية الشمالية ب"الاختراق" التكنولوجي والاقتصادي للبلاد والذي تم لاهداف "سلمية". واكدت قيادة الدفاع الجوي لشمال اميركا ان كوريا الشمالية نجحت على ما يبدو في وضع "جسم" في المدار اثر اطلاق "صاروخ".وهذا النجاح يعتبر سابقة لكوريا الشمالية التي تزعم انها تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على بلوغ القارة الاميركية، الا ان محاولات الاطلاق الثلاث الاولى انتهت بالفشل. واكدت كوريا الشمالية مجددا الاربعاء "حقها الشرعي" في اطلاق صواريخ لاغراض مدنية وقالت انها ستواصل برنامجها الفضائي على الرغم من عقوبات مجلس الامن الدولي الذي تعترض على سلطته في هذا المجال.وقال ناطق باسم وزارة الخارجية بعيد اطلاق الصاروخ "لا يهم ما يقوله الآخرون، سنواصل حقنا الشرعي في اطلاق اقمار صناعية". وفي رد فعل اول، نددت الولاياتالمتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية بعملية الاطلاق معتبرا انها "استفزاز شديد". وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي تومي فيتور في بيان "انه استفزاز شديد يهدد الامن الاقليمي وينتهك بشكل مباشر قراري مجلس الامن الدولي 1718 و1874.. ويقوض نظام منع انتشار الاسلحة النووية". من جهته، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه للسلام والاستقرار في المنطقة" بعد العملية التي اعتبرها "انتهاكا فاضحا" لقرارات الاممالمتحدة. تنديد دولي شديد بخطوة بيونغ يانغ وتلويح بعقوبات جديدة ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا لاحقا في نيويورك بناء على طلب من الولاياتالمتحدةواليابان. وتعهد دبلوماسي غربي باصدار "رد فعل قوي".وبعد ان نددت الصين ضمنا الاربعاء باطلاق الصاروخ، اعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي "عن الاسف لاطلاق كوريا الشمالية الصاروخ وذلك على الرغم من المخاوف الكبيرة للاسرة الدولية".ودعت الصين حليفتها كوريا الشمالية الى "احترام قرارات" الاممالمتحدة. الا ان وكالة انباء الصين الجديدة استنكرت بشدة "الخطوات والتصريحات الحربية" الصادرة من جهات عدة، ودافعت عن حق بيونغ يانغ في اكتشاف الفضاء. في المقابل، نددت اليابان بالعمل "الذي لا يمكن السكوت عنه" بينما استنكرت كوريا الجنوبية "بشدة" عملية الاطلاق منددة ب"استفزازات" الشمال. كما استنكرت بريطانيا الاطلاق "بشدة"، واعرب وزير الخارجية وليام هيغ عن "الاسف لان كوريا الشمالية فضلت اعطاء الاولوية لعملية الاطلاق وليس لتحسين ظروف حياة المواطنين". واعربت روسيا عن "اسفها الشديد" لعملية الاطلاق التي "لن تساهم في تعزيز الاستقرار وسيكون لها تأثير سلبي" على الوضع في المنطقة. كما ندد الحلف الاطلسي "بشدة" باطلاق الصاروخ الذي اعتبره الامين العام للحلف انديرس فوغ راسموسن في بيان "انتهاكا مباشرا للقرارين 1718 و1874.. ومن شأنه تصعيد التوتر في المنطقة وزعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.ولوح الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان ان "الاتحاد الاوروبي سينظر في رد مناسب، بالتشاور مع شركائه الاساسيين مع الالتزام بمشاورات مجلس الامن الدولي خصوصا لجهة فرض عقوبات جديدة اضافية". اما الهند فاعربت عن "قلقها" من اطلاق الصاروخ "الذي يؤثر على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". وتواجه كوريا الشمالية امكان تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها، الا ان الصين هددت بشكل واضح بانها ستلجأ الى حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي للحد من نطاق تلك العقوبات.واطلق الصاروخ عند الساعة 09,49 (00,49 تغ) من مركز سوهاي (شمال غرب كوريا الشمالية)، بحسب وكالة الانباء الكورية الشمالية.واشارت اليابان وكوريا الجنوبية الى ان الطبقتين الاوليين من صاروخ الاطلاق اونها-3 سقطتا في البحر قبالة شواطئ شبه الجزيرة الكورية بينما سقطت الثالثة قبالة سواحل الفيليبين. واضاف البلدان ان صاروخ الاطلاق هو من طراز تايبودونغ 2 الذي يتراوح مداه بين ستة وتسعة آلاف كلم. وتمت تجربة الصاروخ في تموز/يوليو 2006 ثم في نيسان/ابريل 2009 وفي نيسان/ابريل 2012، وذلك بعد تجربة صاروخ اقصر مدى هو تايبودونغ 1 في العام 1998.واعتبر ماساو اوكونجي الاستاذ الفخري في جامعة كيو في اليابان ان بيونغ يانغ باتت تملك "التكنولوجيا اللازمة لتوجيه رأس نووي الى هدف محدد". وصرح اوكونجي لوكالة فرانس برس ان "كوريا الشمالية تمثل الان تهديدا لجيرانها وايضا تهديدا فعليا للولايات المتحدة". وكانت كوريا الشمالية اعلنت ان موعد الاطلاق سيتم بين 10 و22 كانون الاول/ديسمبر، ليتزامن على الارجح مع الذكرى السنوية الاولى لوفاة كيم جونغ ايل في 17 كانون الاول/ديسمبر 2011. وبعد مشاكل فنية واحوال جوية غير مؤاتية، عادت بيونغ يانغ ومددت المهلة حتى 29 كانون الاول/ديسمبر. وكانت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية اعلنت الثلاثاء ان صاروخ الاطلاق ازيل من المنصة.ويتهم الغرب وحلفاؤه بيونغ يانغ بحيازة عدة قنابل ذرية وباجراء تجارب نووية من اجل التوصل الى تصغير حجمها بهدف تثبيتها على الصواريخ.وتدعي كوريا الشمالية في الدستور الجديد الذي نشر في ايار/مايو انها قوة نووية. الا ان الخبراء يستبعدون ان تملك قوة بالستية يمكن الوثوق بها، وان امتلاكها لقوة نووية يمكن تثبيتها على صواريخ عابرة للقارات لا يزال يتطلب وقتا طويلا.