أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على مئات تجمعوا اليوم (الخميس) في احتجاجات لليوم الثاني في شأن مقتل طالب خلال مظاهرة داخل الحرم الجامعي أمس. وهتف المحتجون في مظاهرة اليوم التي جرت وسط الخرطوم على غير العادة، إذ تقتصر الاحتجاجات في السودان عادة على الجامعات «مقتل طالب مقتل أمة. يسقط حكم العسكر»، فيما اندلعت اشتباكات في وقت لاحق في احتجاج آخر شارك فيه المئات أمام جامعة الخرطوم استخدمت الشرطة في فضه الهراوات، فيما رشق الطلاب الشرطة بالحجارة. وكان الطلاب تظاهروا أمس ضد خطط الحكومة بيع مبان تابعة لجامعة الخرطوم، قبل أن يفتح مسلحون في ملابس مدنية النار عليهم، مما أسفر عن مقتل الطالب محمد الصادق (20 عاماً) الذي تحولت جنازته اليوم الى احتجاج طلابي ضد الحكومة، بحسب شهود. وكانت منظمة العفو الدولية دعت الأسبوع الماضي إلى إجراء تحقيق شامل ومحايد في هجمات عنيفة على الطلاب بعد مقتل طالب عمره 18 عاماً بالرصاص، موضحة أن أفراد الأمن والمخابرات قتلوا أبو بكر حسن محمد طه شمال كردفان في ال 19 أبريل (نيسان) الجاري، حين أطلقوا النار على مشاركين في مسيرة كانوا يعتزمون تقديم قائمة بمرشحيهم من مؤيدي المعارضة في انتخابات جامعية. ولا يسمح الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تولى الحكم عام 1989 بمعارضة تذكر في السودان الذي يعاني من أزمة اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان في العام 2011، وهو الأمر الذي كلف الخرطوم أكثر من 70 في المئة من عوائد النفط. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي أمراً بإلقاء القبض على البشير بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال الصراع في دارفور، وينفي البشير ذلك.