انتشرت المظاهرات المناهضة لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير في عدة أنحاء بالعاصمة الخرطوم، حيث شهدت ضاحية الكلاكلة جنوب العاصمة أمس مظاهرات حاشدة ضد النظام، تدخلت قوات الشرطة لتفريقها بالهراوات والغاز المسيل للدموع. وقال مصدر مطلع ل"الوطن": "إن مئات المواطنين تجمعوا لاستقبال زعيم حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، الذي أطلقت السلطات الأمنية سراحه مؤخراً. مشيراً إلى أن المتظاهرين – وغالبيتهم من طلاب الجامعات – رددوا شعارات معادية لحكومة البشير، وطالبوا باستقالتها وتقديم قادتها لمحاكمات عادلة على ما اقترفوه من جرائم في حق الشعب السوداني، ورفعوا لافتات تطالب بذلك، مما دفع "قوات مكافحة الشغب" للتدخل وتفريق المتظاهرين بعنف شديد. كما اعتقلت قوات الأمن عشرات المشاركين واقتادتهم إلى أماكن مجهولة". وقال أحد شهود العيان، طلب عدم ذكر اسمه، إن قوات الأمن والشرطة كانت موجودة بكثافة شديدة، ومسلحة بالكامل، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في حدوث توتر شديد أدى إلى حدوث اشتباك بينها وبين المتظاهرين الذين كانوا يخططون لمظاهرة سلمية، إلا أن قوات الأمن تحرشت بهم وبادرت باعتقال بعضهم، مما دفع المواطنين لرشقها بالحجارة. وأضاف أن هناك تصميما كبيرا وسط المتظاهرين على تكرار المظاهرات في ظل تردي الأحوال الاقتصادية والمعيشية لغالبية الشعب. في سياق متصل، استنكر معارضون سياسيون مقتل طالب جامعي وإصابة طالبة أخرى حالتها حرجة برصاص أطلقته قوات الشرطة أول من أمس وسط العاصمة الخرطوم. وقالت رئاسة الشرطة في بيان رسمي: "إن الرصاص انطلق بالخطأ من سلاح أحد رجال الأمن أثناء مطاردة بعض المجرمين". وقال القيادي في حزب الأمة القومي بالولاية الشمالية حيدر الصديق: "إن استخدام الرصاص خلال المطاردات التي تتم وسط مناطق سكنية هو استهتار بحياة المدنيين، مشيراً إلى أن هذا الخطأ يستوجب محاسبة من اقترفوه وتقديمهم لمحاكمات فورية". كما طالب الصديق البرلمان باستجواب وزير الداخلية بصورة عاجلة، وإلزامه بمراعاة سلامة المواطنين. وفى منطقة "بير ياسين" في ولاية شرق دارفور عاش السكان حالة من الرعب بسبب احتجاج غاضب لعناصر من الجيش على مقتل أحد رفاقهم بيد مسلح مجهول، وهجم الجنود على السوق والأحياء القريبة منه، ما أدى إلى إغلاق المحال التجارية وهروب السكان إلى منازلهم. وتعيش ولايات دارفور حالة من الانفلات الأمني، مع تفشي اللصوص والإجرام والنهب المسلح بسبب غياب سلطة الدولة، فضلا عن ازدياد حدة الصراعات القبلية.