فى بوادر ثورة شعبية بالسودان، تواصلت الاحتجاجات ضد نظام الرئيس عمر البشير لليوم الثالث على التوالى، رفضا لقرار الحكومة رفع الدعم عن أسعار الوقود، والتسبب فى ارتفاع كبير لأسعار تعريفة المواصلات، ما أشعل موجة احتجاجات بعدة ولايات سودانية لليوم الثالث على التوالى وهتف المتظاهرون بسقوط النظام وردت قوات الشرطة والأمن بإطلاق النار على المحتجين فقتلت 11 منهم على الأقل وأصابت العشرات بعد اتساع نطاق أعمال العنف وإقدام متظاهرين على حرق سيارتين للشرطة و6 محطات للوقود ومقر للحزب الحاكم فى أم درمان ومدن أخرى. وخرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع فى عدة مناطق من الخرطوموأم درمان و4 ولايات أخرى مرددين «لا لا للغلاء» و«الحرية.. الحرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام».
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الاحتجاجات فى العاصمة الخرطوم الاربعاء، وانهالوا على المحتجين بالهراوات والبنادق، وسط حالة من الغضب، وقال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار فى مبنى جامعى وعدة محطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيسى المؤدى للمطار.
واستمرت الاشتباكات لأكثر من 6 ساعات حتى بعد منتصف الليل فى بضع مناطق بالعاصمة وأم درمان، وقطعت الحكومة شبكات الإنترنت واعتقلت الشرطة العشرات من المحتجين وأعلنت تعليق الدراسة فى مدارس الخرطوم.
وأضرم سودانيون النيران فى سيارتين تتبعان للشرطة فى أم درمان، كما شهدت المنطقة إحراق مقر حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى المدينة، فضلا عن تعطيل حركة المرور بالكامل فى شوارع رئيسية بالمدينة.
وقال شهود إن محتجين أغلقوا عدة طرق وحرقوا إطارات السيارات ورشقوا بالحجارة رجال الشرطة الذين ردوا بدورهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
واستمرت الاشتباكات لأكثر من 6 ساعات حتى بعد منتصف الليل فى بضع مناطق بالعاصمة وأم درمان. وقال شهود عيان إن محتجين أضرموا النيران فى 3 محطات للوقود فى حى الكلاكلة (أكبر الأحياء الشعبية جنوب العاصمة الخرطوم). وأضاف الشهود أنهم سمعوا إطلاق نار فى الحى بعد دقائق من حرق محطة الوقود، فيما لم يتسن معرفة مصدره.
وتابع الشهود: «تجمهر مئات المحتجين فى الحى مرددين (الشعب يريد إسقاط النظام)، وقاموا بإضرام النار فى محطة الوقود قبل أن تصل الشرطة إلى المكان». وبحسب شهود عيان فى منطقة «أم ضوا بان»، شرق الخرطوم، فإن محتجين قاموا بإحراق حافلة تابعة لشركة نقل حكومية وأغلقوا الطريق الرئيسى.
ورصدت صحيفة «الرأى» السودانية، إصابة 4 أشخاص بأعيرة نارية خلال المظاهرات و5 من رجال الشرطة، وتم نقلهم للمستشفيات، وحرق 6 محطات وقود، وجزء من مبنى أحد البنوك، ومحطة كهرباء مدينة ود مدنى، بالإضافة إلى إحراق ونهب عدد من السيارات والمحال التجارية ومحال للذهب.
ونفت الشرطة فى بيانات سابقة مقتل 2 من المواطنين على يد جنودها أثناء فض الاحتجاجات، خلاف ما أورده ناشطون وشهود عيان، عن مقتل اثنين أحدهما فى مدينة ود مدنى بولاية الجزيرة وسط السودان والآخر بالخرطوم.
وقالت الشرطة فى بيان صحفى، الاربعاء إن «أحد المحتجين لقى حتفه أثناء محاولته نهب ممتلكات أحد المواطنين الذى تصدى له دفاعا عن نفسه».
وقالت الشرطة إن الأحداث غرضها الإتلاف والسلب والنهب والتخريب، ولم يكن ذلك بهدف التعبير السلمى القانونى، ما أدى بالشرطة للتدخل لتأمين الأرواح والممتلكات وحفظ الأمن. أكد ناشطون سياسيون سودانيون انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة من السودان، الاربعاء ، وتعذر الدخول إلى شبكة الإنترنت فى العاصمة السودانية الخرطوم على وجه التحديد، ومناطق خارجها، وهذا بعدما بدأ ناشطون معارضون للحكومة بث أشرطة فيديو، وصور، عبر شبكة الإنترنت، تظهر مواجهة الشرطة للمظاهرات.