سيول، نيويورك، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت كوريا الجنوبية التي أجرت أمس أوسع مناورات مدنية منذ أكثر من عقدين، أن بيونغيانغ رفعت مستوى تأهبها العسكري، مشيرة في الوقت ذاته الى ان لا مؤشرات على احتمال قيامها باستفزازات جديدة، بعد توتر العلاقات بين البلدين إثر اتهام كوريا الجنوبية الشطر الشمالي بإغراق بارجة في آذار (مارس) الماضي، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. والمناورات التي شملت إطلاق صفارات إنذار وتوزيع أقنعة غاز على آلاف المواطنين، كانت الأولى على مستوى البلاد منذ عام 1989، لمواجهة هجمات كيماوية وبيولوجية وشعاعية محتملة. وأفادت وكالة إدارة الطوارئ القومية بأن هذه التدريبات استُؤنفت بعد إغراق البارجة. جاء ذلك بعد قول وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ: «الآن، تحافظ كوريا الشمالية على موقف تأهب قوي، وكانت تصدر تهديدات وبيانات عدة من خلال قنوات مختلفة». وأضاف أمام البرلمان: «لكن لا نشاطات عسكرية جدية على الحدود وفي المناطق البحرية». واشار الى ان سيول تراقب عن كثب تحركات الجيش الكوري الشمالي، اذ انه قد يقوم باستفزازات في أي وقت. جاء ذلك بعدما أعرب مجلس الأمن عن «قلقه البالغ» لحادث إغراق البارجة «وتداعياته على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». وأعلن رئيس المجلس المندوب المكسيكي كلود هيلر أن الأعضاء ال15 في المجلس وجهوا «نداءً قوياً الى الطرفين ليمتنعا عن القيام بأي عمل قد يؤدي الى تصعيد التوتر في المنطقة، ودعوا الى الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». جاء ذلك إثر جلسة للمجلس استمع خلالها الى عرض من سيول وبيونغيانغ حول إغراق البارجة. وقدم الوفد الكوري الجنوبي، بمشاركة خبراء أجانب، ما توصّل إليه تحقيق دولي حول ظروف إغراق البارجة، بما في ذلك شريط فيديو يظهر أجزاء من «طوربيد» كوري شمالي و «أدلة» تؤكد تورّط بيونغيانغ في الحادث. لكن باك توك هون نائب المندوب الكوري الشمالي لدى الاممالمتحدة اعتبر الاتهامات الكورية الجنوبية «غير صحيحة». وقال: «نحن مجرد ضحية». في غضون ذلك، اعتبر «مجلس العلاقات الخارجية» وهو مركز بحوث يتخذ واشنطن مقراً له، ان الاستراتيجية المبهمة لادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواجهة الطموحات النووية لكوريا الشمالية، قد تؤدي إلى قبول امتلاك بيونغيانغ سلاحاً ذرياً. ورأى المجلس في تقرير أعده مسؤولون مدنيون وعسكريون سابقون لهم خبرة مباشرة في صوغ السياسات الأميركية إزاء كوريا الشمالية، ان المسؤولين الأميركيين «قد يجدون من الضروري في نهاية الأمر اعتماد وسائل غير ديبلوماسية، مثل العقوبات أو حتى إجراءات عسكرية».