أناب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل لافتتاح أعمال مجلس التفاهم العالمي اليوم، التي تستضيفها المملكة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ. وتتضمن الجلسة الافتتاحية للدورة، كلمة ترحيبية وتعريفية بمجلس التفاهم العالمي، والأعضاء المشاركين، يلقيها رئيس وزراء السويد الأسبق الرئيس المساعد للمجلس أنجروف كارلسون، ثم كلمة للمملكة، تعقبها كلمة حول «الوضع الراهن للعالم»، يلقيها المستشار الألماني الأسبق الرئيس الفخري للمجلس هيلموت شميت، ويقدم محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ، كلمة تعريفية ببيئة الاستثمار في المملكة. وسيصدر المجلس في نهاية اجتماعاته، التي تستمر ثلاثة أيام، بياناً بعنوان «بيان مدينة الملك عبدالله الاقتصادية»، متضمناً توصيات تسهم في المساعدة على حل المشكلات الدولية ذات الأولوية، خصوصاً على صعيدي الاقتصاد والطاقة، بالذات في الوقت الحالي، الذي تحكم فيه الأزمة الاقتصادية، قبضتها على معظم دول العالم. وأكد كارلسون أن السعودية أصبحت اليوم تؤدي دوراً رئيسياً في الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر برميل النفط إلى 140 دولاراً كان بسبب المضاربات المالية، وسارعت المملكة حينها بزيادة إنتاجها لضمان توافر إمدادات بترولية للعالم. وشدد في بيان صحافي أمس على أن السعودية عامل رئيسي في استقرار الاقتصاد العالمي، كما أنها تؤدي دوراً سياسياً إيجابياً في الشرق الأوسط، منوهاً بما تقوم به المملكة من استثمارات في مجال الطاقة والتقنية المتجددة، وقال: «يرحب المجتمع الدولي ترحيباً خاصاً بما تقوم به المملكة في هذا المجال». وتطرق إلى اهتمام مجلس التفاهم العالمي بمنطقة الشرق الأوسط قائلاً: «إن المجلس يبدأ اجتماعاته السنوية باستعراض الوضع العالمي، وتحتل منطقة الشرق الأوسط مكاناً بارزاً في هذه المناقشات، وسبق أن ناقش المجلس بشكل مستفيض الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وعلى سبيل المثال، النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، والوضع الحالي في العراق». وبيّن كارلسون أن إحدى أعظم المشكلات، التي تواجه اقتصاد العالم هي عدم الاستقرار أو الصدمات المفاجئة، أما تقلب أسعار الطاقة فهو عدو كبير للتنمية، وقال: «إذا استطاعت السعودية ودول العالم الأخرى العمل على الحد من تقلبات أسعار النفط ومواجهة المضاربات المالية في العقود الآجلة للنفط، فإنها ستكون وضعت هيكلية مناسبة، للإسهام بصورة أفضل في الاقتصاد العالمي، وهذا سيساعد الدول الفقيرة بشكل كبير». وأشار إلى أن الناس تعرف أعضاء مجلس التفاهم العالمي من ناحية السلطة السياسية فقط، ولكن كونهم الآن متقاعدين من العمل، فإنهم يملكون الحرية لطرح أفكارهم ورؤيتهم، من دون قيود كانت تفرض عليهم في السابق. وأضاف: «الساحة الدولية تستفيد من تنوع وجهات النظر الممثلة في المجلس، إذ إن أعضاء مجلس التفاهم العالمي هم دول افريقيا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، فالمجلس لا يعبّر فقط عن آراء منطقة واحدة، بل يحقق توافقاً في الآراء بين الزعماء من جميع أنحاء العالم، وهذا أمر غير مألوف بشكل كبير في عالم اليوم، الذي عادة ينظم كمجموعات إقليمية». وعن أهم القضايا التي سيناقشها مجلس التفاهم العالمي في دورته ال27، أوضح أنجروف كارلسون أن المجلس سيركّز على قضايا الطاقة والبيئة، غير أن المحور الرئيسي للاجتماعات سيدور حول كيف يمكن للمجتمع الدولي، أن يسهم بشكل تعاوني في الابتكار التقني في مجال الطاقة، والمحافظة المستديمة على البيئة.