واشنطن، لندن - أ ف ب - طلب مسؤولون اميركيون من مجموعة «بريتش بتروليوم» البريطانية للنفط أن تخصص صندوقاً لدفع تعويضات عن اضرار البقعة النفطية التي تسببت بها. وأعلنوا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيلقي الاسبوع المقبل خطاباً نادراً في البيت الابيض لتأكيد خطورة الكارثة على البلاد وعلى ولايته الرئاسية ايضاً. ويستعد للقيام بجولة رابعة في الولايات المتضررة في منطقة خليج المكسيك. وقال كبير مستشاري اوباما لشبكة التلفزيون «ان بي سي» ديفيد اكسلرود: «نريد التأكد من ان الاموال ستوضع في صندوق لتلبية طلبات التعويض الشرعية للشركات والافراد الذين تضرروا في خليج المكسيك». وأضاف: «نريد التأكد ايضاً من ان الاموال التي تودع في الصندوق تُدار في شكل مستقل، وانه لن تكون هناك تحفظات عند دفع التعويضات إلى الضحايا». ويمكن ان يطلب اوباما من مسؤولي «بريتش بتروليوم» الذين دعيوا الى البيت الابيض غداً، ايداع بلايين الدولارات في حساب مجمّد لدفع تعويضات. وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية أفادت بأن دفع توزيعات ارباح الشركة النفطية للفصل الثاني من السنة الحالية، ويتوقع ان تبلغ 1.7 بليون دولار، يمكن ان يعلّق من أجل حجزه إلى ان تحدد الكلفة النهائية للبقعة النفطية من قبل «بريتش بتروليوم». وينتظر سكان المنطقة الذي أفقرتهم بقعة النفط السوداء، التي اجبرت السلطات على منع صيد السمك في اجزاء واسعة من السواحل وطرد السياح، الحصول على تعويضات، لكن بدأ صبرهم ينفد. ووعدت «بريتش بتروليوم» بتلبية «الطلبات الشرعية»، ووافقت على 19 الف طلب قيمتها 53 مليون دولار. لكن المبالغ التي ارسلت، وتبلغ نحو خمسة آلاف دولار لكل صاحب سفينة صيد و2500 دولار للموظف الواحد، بعيدة جداً من مبلغ عشرة آلاف او عشرين ألف دولار يمكن ان يكسبها صيادو السمك خلال شهر واحد في هذا الموسم المهم من السنة. وقال احد صيادي القريدس اونيل سيفن الذي يملك شركة لحفظ ثمار البحر في لويزيانا (جنوب البلاد): «عليّ دفع فاتورة بثلاثة آلاف دولار للكهرباء، وهذا يؤدي بنا الى الافلاس». إلى ذلك، اكدت «بريتش بتروليوم» إن بقعة النفط التي نجمت عن انفجار منصّة نفطية في خليج المكسيك وغرقها، كلّفت 1.6 بليون دولار لغاية الآن، من تقديرات سابقة تبلغ 1.43 بليون. ويشمل المبلغ مجمل النفقات التي تغطيها المجموعة، بما فيها اجراءات التنظيف وتغطية البئر وحفر آبار الانقاذ والمساعدات والتعويضات التي دفعت الى الولايات الواقعة على الخليج والمبالغ التي دفعت إلى السلطات الفيديرالية الأميركية، كما يشمل شريحة اولى ب60 مليون دولار لتمويل بناء سلسلة من الجزر الصناعية تجاه سواحل لويزيانا، لحماية نظامها البيئي الساحلي الهش جداً. وتعهدت «بريتش بتروليوم» برصد 360 مليون دولار لبناء هذه الجزر. وأوضحت الشركة انه «من المبكر جداً» تقويم الفاتورة النهائية لهذه الكارثة. ويرى خبراء ان الكلفة الاجمالية للبقعة يمكن ان تتراوح بين 30 بليوناً و100 بليون دولار، وتشمل عمليات التطهير والتعويضات والغرامات التي يترتب دفعها للادارة الأميركية.