«بيوروبوتكس» Bio Robotics. كان ذلك المصطلح من العناوين التي لفتت الأنظار في مؤتمر «بيوفيجن - 2016»، وخصّصت له جلسات عدّة فيه. ويجمع المصطلح كلمتين، هما: «بيولوجيا» Biology وهي العلوم التي تتناول كل ما هو حيّ على الكرة الأرضيّة، و «روبوتكس» Robotics بمعنى علوم الروبوت (الإنسان الآلي). ماذا يعني ذلك بالضبط؟ بالنسبة الى كثر، ربما يردّ المصطلح إلى أفلام هوليووديّة عن اندماج الإنسان مع الروبوت الذي يصنعه بيديه، على غرار فيلم «روبوكوب» Robocop الذي يُركّب فيه دماغ إنسان مع جسد الروبوت، و «تيرميناتور» Terminator الذي يقدّم خيالاً عن مستقبل تطوّرت فيه الروبوتات إلى حدّ أنها صارت شبيهة بالإنسان، وربما كانت بديلاً منه أيضاً، و «آفاتار» Avatar الذي يتّصل فيه دماغ البشر بآلات روبوتيّة عملاقة، فيحرّكها لتنهض عنه في الأعمال والحروب وغيرها. لكن، من المستطاع شرح مفهوم «بيوروبوتكس» انطلاقاً من أشياء أكثر واقعيّة. لنبدأ من ال «إكزوسكيلتون» Exoskeleton (يمكن ترجمتها ب «الهيكل الخارجي)، وهي آلات ميكانيكيّة يديرها الكومبيوتر لتنوب محل أعضاء كالرجل واليد والذراع، وبعضها يُرتدى فوق الذراع أو الرجل أو الركبة، كي يزيد في قوّتها أو يتولى تحريكها إذا كانت مشلولة. وهناك «إكزوسكيلتون» يشبه بدلة غير كاملة، يرتديها الإنسان لتحريك أطرافه الأربعة بطريقة تزيد من قوّتها، أو تعيد إليها قدرتها على الحركة في حال الإصابة بالشلل. ومثلاً، هناك هياكل روبوتيّة خارجيّة يرتديها الجندي، فيستطيع رفع ما يصل إلى قرابة 200 كيلوغرام بسهولة نسبيّة. وفي كثير من تلك الهياكل الروبوتيّة، يُعطى الإنسان القدرة على التحكّم بها مباشرة عبر ربطها بالدماغ. وبقول مختصر، تعتبر ال «إكزوسكيلتون» أملاً قريب التحقّق للمصابين بالشلل، خصوصاً الشلل في الأطراف السفليّة الناجم عن إصابات في الحبل الشوكي، وهي شائعة في الحروب. (أنظر «الحياة» في 11 آذار/ مارس 2014). التواصل والاستسلام! تندرج في إطار ال «بيوروبوتكس»، الأدوات الذكيّة التي تحلّ مكان أعضاء الإنسان، كتلك الأدوات التي يشار إليها بمصطلح «بيونيكس» Bionics. وفي العام 2014، استطاعت شركة ألمانيّة أن تصنع رقاقة إلكترونيّة تستطيع أن تعمل بديلاً لشبكيّة العين، وتوصل إلى عصب البصر فتعيد النظر إلى من فقده. ومنذ مطلع القرن الحالي، تعمل شركات كبرى في صنع نظارات تستطيع بث الصور مباشرة إلى شبكية العين، فتعيد البصر إلى عيون فقدته بسبب إصابة أجزاء منها، عدا الشبكيّة بالطبع. ولعلّ الأكثر طرافة في «بيوروبوتكس»، ما يسمّى ب «الروبوت الاجتماعي» Social Robot، الذي يتم تصميمه وتدريبه على آليات التفاعل والتواصل بين أبناء الجنس البشري. ويحاول مصمّمو ذلك النوع من الروبوت تعليمه على استخدام حركات في الجسد والوجه، للتعبير عن انفعالات شائعة في سياق التخاطب بين الناس، كالتعبير عن الدهشة والمفاجأة والإحباط والفرح والسعادة والضحك والاستغراب والاستسلام وغيرها. يذكر أن قائمة شركاء «مكتبة الإسكندريّة» في «بيوفيجن - 2016»، تشمل مؤسّسات ك «الأكاديمية العالمية للعلوم من أجل تقدّم العلم في الدول النامية» The World Academy of Sciences for the Advancement of Science in the Developing countries التي تشتهر باسمها المختصر «تواس» TWAS، و «مؤسّسة قطر»Qatar Foundation التي أسّستها الشيخة موزا بنت ناصر، وهي رئيستها أيضاً، كما تعقد المؤسّسة مؤتمراً سنويّاً عن بحوثها (أنظر «الحياة» 10 نيسان - إبريل 2016)، و «المنتدى الاجتماعي للعلوم والتكنولوجيا» Science & Technology in Society في اليابان، و «الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري» في الإسكندرية. ويذكر أيضاً أن جامعة «ليون» أطلقت قبل 17 سنة مؤتمر «بيوفيجن»، الذي يعقد سنويّاً بالتناوب بين مدينتي «ليون» و «مكتبة الإسكندرية». «بيوفيجن الإسكندرية»: اندماج العلوم بمشاكل المجتمع مفتاح المستقبل خواطر عابرة من الاسكندرية «بنت» تجمع علوماً حديثة عن ظاهرة الحياة... ولكن