أحيا الرئيس الأميركي باراك أوباما ذكرى مرور 400 عام على وفاة الكاتب الإنكليزي وليام شكسبير اليوم (السبت) بزيارة مسرح «غلوب» وحضور عرض استغرق عشر دقائق لمشهد من مسرحية «هاملت» يتساءل فيه البطل: «أكون أو لا أكون». ومسرح «غلوب» الخشبي الأبيض المستدير المفتوح هو أشهر مسارح لندن التي تقدم أعمال هذا الشاعر والكاتب المسرحي العملاق. وتحت أشعة الشمس التي أنارت خشبة المسرح المفتوح، قدمت مجموعة من الممثلين عرضاً خاصاً قصيراً أمام أوباما وانطلقت أنغام آلات الكمان والماندولين والأكورديون والفلوت. وعن العرض، قال أوباما: «كان هذا رائعاً. لا أريده أن ينتهي»، ثم صافح الممثلين إذ للزيارة قيمة خاصة في نفس أوباما الذي وصف يوماً مسرح شكسبير بأنه من أكثر ثلاثة أعمال أدبية ألهمته في حياته. أما العملان الآخران، فهما رواية «سونغ أوف سولومون» أو أغنية «سولومون» لتوني موريسون و«فور هوم ذا بل تولز» أو لمن تُقرع الأجراس لإرنست هيمنغواي وفق ما قال الرئيس الأميركي في مقابلة أجرتها معه مجلة «رولينغ ستون» عام 2008. وفي عام 2011، اقتبس أوباما عبارة من مسرحية «ريتشارد الثاني» لشكسبير، وهو يشرب نخباً مع الملكة إليزابيث الثانية حين قال إنه يشرب نخب «هذه البقعة المباركة.. هذه الأرض.. هذا المجال.. هذا البلد إنكلترا». ومسرح «غلوب» هو المبنى الوحيد في لندن الذي يملك تصريحاً بإقامة سقف من القش وافتُتح في عام 1997 وهو نسخة مطابقة لمسرح شكسبير الأصلي الذي كان يقع على بعد مسافة قصيرة من موقع المسرح الحالي. واحترق المسرح الأصلي الذي كان شكسبير أحد ملاكه في عام 1613. وربما ألقى الرئيس نظرة على بعض ملامح الاحتفالات الأخرى بذكرى وفاة شكسبير لدى وصوله إلى مسرح «غلوب» الذي أُحيط بشاشات على طول النهر تعرض أفلاماً قصيرة لمقاطع من أعمال الكاتب الكبير والتي يبلغ عددها 37 مسرحية. وستبلغ الاحتفالات أوجها في وقت لاحق من اليوم بعرض كامل ل"هاملت" على خشبة مسرح «غلوب»، يؤديه ممثلون عادوا إلى لندن بعد جولة استمرت عامين جابوا خلالها 189 دولة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون: «عبقرية شكسبير أسرت العالم وغيّرته»، مضيفاً «كلماته عن هذه الأمة، الحجر الكريم القابع في البحر الفضي، ما زالت مؤثرة ليومنا هذا وفي المقدار نفسه التي أثّرت فيه عندما كتبها».