لندن، نيو أورليانز وبوراس (الولاياتالمتحدة) - رويترز، أ ف ب - سعى الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني باراك أوباما وديفيد كامرون إلى تخفيف حدة التوتر مع تصاعد الانتقادات للمجموعة النفطية البريطانية «بريتش بتروليوم» (بي بي) حول التسرب النفطي في حقل بحري تطوره في خليج المكسيك. ومع تصاعد الضغوط السياسية حول معالجة أسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدة، يقوم أوباما بزيارته الرابعة إلى منطقة الكارثة اليوم في رحلة تستغرق يومين وتشمل ولايات ميسيسيبي وألاباما وفلوريدا. وعزز خفر السواحل الأميركيون ضغوطهم على «بي بي» التي حددوا لها مهلة مدتها 48 ساعة لتقديم خطة أفضل لاحتواء التسرب النفطي من البئر بعد يوم على اعتراف السلطات بأن التسرب هو أسوأ مما كان متوقعاً. وكان أوباما الذي قال الأسبوع الماضي إنه يريد أن يعرف الجهة التي يجب معاقبتها، استدعى رئيس «بي بي» كارل هنريك سفانبرغ للقائه بعد غد في واشنطن. ودعت الصحف البريطانية في المقابل أن يتصدى كامرون الذي يدافع عن ضرورة وجود «بي بي قوية مالياً» لأوباما وسط مخاوف من أن يؤدي التبادل الكلامي إلى توتر بين البلدين. وشدد أوباما في محادثة هاتفية استغرقت 30 دقيقة مع كامرون على أن «مشاعر الإحباط التي سببتها البقعة النفطية لا علاقة لها على الإطلاق بالهوية الوطنية». وفي لندن قالت ناطقة باسم مقر الحكومة البريطانية إن «رئيس الوزراء شدد على الأهمية الاقتصادية ل «بي بي» لبريطانيا والولاياتالمتحدة ودول أخرى». وأضافت أن الرئيس الأميركي «أكد بوضوح غياب أي مصلحة في تقويض قيمة بي بي». وأعلن البيت الأبيض أن أوباما بحث مع كامرون في «تأثير البقعة النفطية في خليج المكسيك وأكد أن بي بي يجب أن تفعل ما في وسعها لمعالجة الوضع». وأمر خفر السواحل «بي بي» بتحسين خططها لاحتواء بقعة النفط خلال 48 ساعة لأن معطيات الحكومة تشير إلى أن التسرب هذا الأسبوع كان أكبر بمرتين من الأسبوع الذي سبقه. وأعلنوا في رسالة مؤرخة في 11 حزيران (يونيو) الجاري: «نظراً إلى مراجعة التقديرات حول زيادة حجم التسرب من البئر ماكادو 252، واضح أن هناك حاجة إلى قدرات إضافية بسرعة». وأفادت أرقام للحكومة الخميس الماضي بأن تدفق النفط قبل قص الأنبوب لوضع نظام احتواء الأسبوع الماضي قد يصل إلى 40 ألف برميل يومياً. ونجح نظام الاحتواء في شفط 28 ألف برميل يومياً، لكن خطط الشركة لاحتواء بين 40 و50 ألف برميل يومياً لن تبدأ قبل تموز (يوليو) المقبل. وأكدت السلطات البريطانية أن كامرون سيتوجه في 20 تموز المقبل إلى الولاياتالمتحدة للمرة الأولى بصفته رئيساً للوزراء لإجراء محادثات مع أوباما. وقبل هذه الزيارة، يلتقي الرجلان في قمة مجموعة الثماني في موسكوكا (كندا) في 25 و26 حزيران وفي قمة مجموعة العشرين في تورونتو في 26 و27 حزيران. وأعلنت «بي بي» أنها تثمّن الصفات القيادية و «الالتزام البناء» للحكومتين الأميركية والبريطانية حول تداعيات البقعة النفطية الآخذة في الانتشار في خليج المكسيك. وأضافت في بيان أنها «تنتظر بفارغ الصبر» اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي وسفانبرغ بعد غد كي تؤكد لأوباما «التزامها التام بالقيام بواجباتها بغية التصدي للتداعيات الهائلة لهذا الحادث المأسوي».