بشكيك - أ ف ب، يو بي آي - وسعت قيرغزستان نطاق حال الطوارئ إلى مدينة ثانية في جنوب البلاد خشية أن «يتزعزع الاستقرار» إثر أعمال العنف العرقية التي أوقعت 65 قتيلاً. وأعلنت الحكومة أن بؤرة التوتر في البلاد أخذت بالاتساع، وأنها ستفرض حالة الطوارئ وحظر التجول في مناطق جديدة من الجمهورية. وفيما اعلنت الناطقة باسم الكرملين ناتاليا تيماكوفا ان روسيا قدمت مساعدة انسانية لقيرغيزستان، بناء على طلب من حكومتها لكنها ليست مستعدة لارسال مساعدة عسكرية معتبرة ان «هذا نزاع داخلي وروسيا لا ترى بعد الظروف مناسبة لمشاركتها في حله»، اعربت اوزبكستان عن «قلقها الشديد» حيال اعمال العنف العرقية في قرغيزستان المجاورة، واعتبرت انها دبرت لتأجيج التوترات العرقية في المنطقة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن عظيم بيكنزاروف، نائب رئيسة حكومة قرغيزستان قوله: «سنعلن حالة الطوارئ في مدينة جلال آباد وقضاء سوزاك التابع لمقاطعة جلال آباد». وزاد: «تبحث الحكومة كذلك في إصدار مرسوم لتشكيل هيئة وطنية لفرق المتطوعين التي شكلها السكان بأنفسهم للحماية من اللصوص»، مشيراً إلى أنه «في إمكان فرق المقاومة الشعبية العمل مع وحدات الجيش وأجهزة الأمن وحفظ النظام، ويمكن أيضاً تزويدها بالسلاح». وقالت رئيسة الحكومة الموقتة روزا اوتونباييفا للصحافيين: «نحتاج الى تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع». وناقش رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الوضع المستجد مع أوتونباييفا في اتصال هاتفي. ولم يوضح مكتبه الإعلامي تفاصيله. ويثير تجدد الاضطرابات قلق اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، وهم روسيا والصين والولايات المتحدة. وتستخدم واشنطن قاعدتها الجوية في ماناس (شمال) التي تبعد نحو 300 كيلومتر من أوش، كطريق إمدادات إلى أفغانستان. ودارت اشتباكات استخدمت فيها البنادق في حي يسكنه الأوزبك في المدينة. وقطع الغاز عن أوش كما انقطعت الكهرباء عن بعض المناطق. وكشفت أوتونباييفا أن أوش تواجه أيضاً أزمة إنسانية لأن الطعام ينفد. وذكرت أن حكومتها قررت فتح الحدود إلى أوزبكستان للسماح بفرار الأوزبك، علماً أنه لم يتضح بعد من يسيطر على الحدود. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية رحمة الله أحمدوف أن «شوارع بكاملها تحترق» في أوش. وزاد: «الوضع بالغ السوء ولا مؤشر على توقفه، النار مشتعلة في المنازل». وذكر ديلمراد عيشانوف، الناشط في مجال حقوق الإنسان، أن «كل شيء يحترق: منازل الأوزبك ومطاعمهم ومقاهيهم. الدخان يغطي البلدة. لا نحتاج السلطات القيرغزية بل نحتاج إلى روسيا. نحتاج إلى قوات للمساعدة». وعبر نساء وأطفال الحدود إلى بلدة مرحمات الأوزبكية (60 كلم من أوش)، حيث نصبت خيم لمن لهم عائلات في أوزبكستان. وأحصت ناطقة باسم وزارة الصحة القيرغزية مقتل 65 شخصاً وجرح 830 آخرين جراء الاشتباكات وأعمال العنف التي اندلعت في منطقة جنوبية التي كان يستمد منها الرئيس السابق كرمان بك باكاييف قوته، قبل أن تطيح به ثورة شعبية في نيسان (أبريل) الماضي. وقالت أوتونباييفا أن تعزيزات إضافية سترسل إلى أوش، علماً أن حظر التجول ليل أول من أمس لم يكن مجدياً. واتهمت أنصار باكاييف، وهو قرغيزي مثلها، بتأجيج العنف لعرقلة خطط حكومتها إجراء استفتاء في 27 الجاري للتصويت على إجراء تعديلات دستورية. ويمثل التوتر العرقي مصدر قلق دائم في وادي فرغانة على الحدود بين قيرغزستان وأوزبكستان. وفي حين يشكل الأوزبك 14.5 في المئة من العدد الإجمالي للسكان القرغيز تتساوى الجماعتان تقريباً في أوش. والاشتباكات الأخيرة هي الأسوأ منذ العام 1990، عندما أرسل الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف قوات عسكرية بعد مقتل مئات الأشخاص جراء صدامات بين الأثنيتين في أوش والمناطق المحيطة بها.