تحاول قوات من الجيش اليمني، مدعومة بسلاح الجو، ابعاد رجال القبائل الذين يرتبطون بعلاقات قربى مع بعض الافراد المنضوين في تنظيم «القاعدة»، عن مناطق النفط وخطوط تصديره من الخزانات القائمة في ميناء التصدير على ساحل البحر الاحمر. علما ان اليمن ينتج نحو 300 الف برميل نفط يومياً تؤمن صادراته نحو 90 في المئة من قيمة صادرات البلاد. وذكرت مصادر يمنية ان مسلحين ينتمون الى قبائل ينتمي اليها بعض المنضوين الى «القاعدة» فجروا صباح امس انبوباً للنفط شرق اليمن رداً على هجوم على احد زعمائهم مُتهم بايواء عناصر في «القاعدة». واستهدف الهجوم جزءاً من الانبوب يبعد ستة كيلومترات عن مدينة مأرب (170 كلم شرق صنعاء) عاصمة المحافظة النفطية. وتضاربت الأنباء في شأن الجهة التي تقف وراء تفجير الانبوب، في الحدباء بوادي عبيدة والممتد من محافظة مأرب شرقاً إلى ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غرباً لتصدير النفط اليمني إلى الأسواق العالمية. واتهمت السلطات اليمنية تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء العملية، وهي الثالثة من نوعها خلال أقل من شهر. وقالت مصادر محلية ل»الحياة» إن مسلحين قبليين لا علاقة لهم بتنظيم «القاعدة» فجروا الأنبوب انتقاماً لمقتل أسرة بكاملها في قصف عسكري استهدف منزلها خلال العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اليمني في مأرب منذ اغتيال ضابط كبير قبل أسبوع. وذكر شهود عيان ان منفذي الهجوم «استخدموا جرافة للحفر لاخراج الانبوب قبل تفجيره ما ادى الى حريق ضخم شوهد عموده الاسود يرتفع في مكان الهجوم» الواقع عند «الكيلومتر 40». وتعذرت معرفة تأثير هذا الهجوم على الانتاج النفطي لليمن على الفور. وقالت مصادر قبلية ان «عملية التخريب جاءت رداً على فرض الاقامة الجبرية على الزعيم القبلي الشيخ ناصر قماد بن دوحم المتهم بايواء اعضاء في القاعدة». ولم تعلن على الفور أرقام رسمية عن حجم الخسائر المادية لكن مصدراً في صناعة النفط قدر الخسائر بحوالي 10 الاف برميل نفط يوميا. وهذا الخط هو الوحيد الذي ينقل النفط الخام من مأرب الى ميناء التصدير على البحر الاحمر. واشارت قناة «العربية» الفضائية الى أن القوات اليمنية قصفت منازل رجال قبائل، بينهم ناصر حمد الدهام، للاشتباه بايوائهم عناصر من «القاعدة». وذكرت أن هناك طوقا أمنيا حول المنطقة التي تسكنها قبيلة حسن عبد الله العقيلي المتهم باغتيال اثنين من أفراد الجيش هذا الشهر. وقالت وزارة الدفاع ان شخصاً قتل وأصيب ثمانية على الاقل الجمعة في ثالث يوم من المعارك بين القوات اليمنية ومن يشتبه بأنهم متشددون من «القاعدة». وتقول الحكومة انها تلاحق مسلحي «القاعدة» الذين يشتبه في أنهم مسؤولون عن نصب كمين لقافلة عسكرية السبت الماضي أسفر عن مقتل ضابط وجنديين قرب مأرب، وهم في طريقهم الى منطقة صافر النفطية. وأوضحت مصادر مطلعة أن الطيران الحربي يحلق في أجواء وادي عبيدة، منذ يومين، وأن مسلحين من أبناء القبيلة أطلقوا نيران مضادات أرضية باتجاه الطائرات، مشيرة إلى أن المئات من مسلحي قبيلة عبيدة يتوافدون من مختلف المناطق إلى إحدى ضواحي مأرب للتشاور حول موقف موحد من توتر الأوضاع في المنطقة. وقالت مصادر ل»الحياة» أن جهوداً للوساطة تبذلها شخصيات اجتماعية، بينها محافظ مأرب ناجي بن على الزايدي، لإقناع عدد من العناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم «القاعدة» لتسليم انفسهم، حقناً للدماء، بعدما نجحت وساطة قادها المحافظ نفسه في إقناع اثنين من قيادات «القاعدة»، هما غالب الزايدي وحمزة الضياني، بتسليم نفسيهما الى السلطات الأمنية قبل نحو عشرة أيام.