قالت مصادر من الشرطة والمخابرات المصرية اليوم إن الباحث الإيطالي جوليو ريجيني اُحتجز لدى الشرطة ثم نقلته إلى مجمع يديره جهاز الأمن الوطني في اليوم الذي اختفى فيه، قبل العثور على جثته، وهو ما يتناقض مع الرواية الرسمية المصرية التي تؤكد أن أجهزة الأمن لم تعتقله، في حين طالبت الولاياتالمتحدة اليوم (الخميس) بإجراء تحقيق شامل ومحايد في ملابسات مقتله. وأوضح الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن واشنطن دعت إلى إجراء تحقيق شامل ومحايد في وفاة ريجيني، مشيراً إلى أن واشنطن أثارت القضية في محادثات مع السلطات المصرية. وأضاف في إفادة صحافية اليوم: «نؤكد أن التفاصيل التي تكشفت منذ مقتله أثارت تساؤلات في شأن ملابسات وفاته، يمكننا فقط معرفتها من خلال تحقيق محايد وشامل». ويقول أصدقاء لريجيني (28 عاماً) وهو طالب دراسات عليا إنه اختفى في ال 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، وعثر على جثته في الثالث من شباط (فبراير) الماضي ملقاة على جانب طريق سريع قرب القاهرة. وقال مسؤولون في النيابة والطب الشرعي إن الجثة كانت بادية عليها آثار تعذيب. ونفى مسؤولون مصريون بشدة أي تورط في مقتل ريجيني، ولمحت الشرطة إلى أنه توفي نتيجة حادث سيارة، أعلنت بعد أسابيع إنه ربما قتل على يد عصابة «تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة». في حين أكد ثلاثة مسؤولين في المخابرات المصرية وثلاثة مصادر في الشرطة لوكالة «رويترز» إن الشرطة احتجزت ريجيني في مرحلة ما قبل وفاته. ورداً على سؤال حول ما إذا كان ريجيني اقتيد إلى قسم شرطة الأزبكية وسط القاهرة، كما أكدت بعض المصادر، قال مسؤول في وزارة الداخلية «لم نصدر بياناً حول هذا الأمر». وقال المسؤول في إدارة الإعلام التابعة لجهاز الأمن الوطني محمد إبراهيم، إنه لا صلة على الإطلاق بين ريجيني والشرطة أو وزارة الداخلية أو الأمن الوطني، وإنه لم يتم احتجاز ريجيني أبداً في أي مركز للشرطة أو لدى الأمن الوطني، مضيفاً أنه إذا كانت هناك شكوك لدى أجهزة الأمن حول أنشطة ريجيني فإن الحل بسيط. وهو ترحيله. وقال مسؤول كبير بالطب الشرعي لرويترز إن سبعة من أضلع ريجيني كسرت ووجدت على جسده آثار صعق بالكهرباء وبدت عليه إصابات في جميع أنحاء جسده وأصيب بنزيف في المخ، فيما توفي بسبب ضربة بآلة حادة على الرأس. ولمحت جماعات لحقوق الإنسان مثل المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومنظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) إلى أن ريجيني ربما قتل على يد أجهزة الأمن المصرية مشيرة في ذلك إلى آثار التعذيب. وتطالب إيطاليا مصر بالكشف عن قتلة ريجيني. وقالت المصادر الستة في المخابرات والشرطة، إن رجال شرطة في زي مدني ألقوا القبض على ريجيني قرب محطة مترو جمال عبد الناصر في القاهرة مساء يوم 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة في ذلك اليوم الذي وافق ذكرى بدء انتفاضة 2011 الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وألقي القبض على مواطن مصري في نفس الوقت. وذكرت ثلاثة مصادر اسم الرجل، لكن لم يتسن التحقق من هويته. ولم تتضح صلة هذا الرجل بريجيني، وإن كانت هناك صلة أصلاً. ولم يتضح أيضا لماذا اعتقل الرجلان رغم أن كل المصادر قالت إن الرجلين لم يكونا مستهدفين في شكل محدد، لكنهما احتجزا في إطار حملة أمنية واسعة. وقال أحد مسؤولي المخابرات إن الرجلين اقتيدا إلى قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة، مضيفاً أنهما «نقلا في حافلة تحمل لوحات شرطة». وقال مصدر من المخابرات إن ريجيني احتجز في قسم الأزبكية لمدة 30 دقيقة قبل نقله إلى مقر جهاز الأمن الوطني في شارع لاظوغلي بالقاهرة. ولم تذكر المصادر ماذا حدث للباحث الإيطالي بعد ذلك، ولم تستطع «رويترز» الحصول على معلومات في شأن مكان الرجل المصري الذي اعتقل مع ريجيني.