دعا زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم الجهات السياسية إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية تضمن مشاركة مكونات الشعب العراقي بأطيافه كافة، محذراً من تجاوز واقع التعددية المذهبية والقومية والدينية في تشكيل الحكومة المقبلة، واعتبر رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي النجاح في تشكيل الحكومة المقبلة «الضربة القاصمة للإرهاب في البلاد»، موكداً رفضه التهميش والطائفية والعنصرية والتمييز. وقال الحكيم، في كلمة له خلال احتفال نظمه «المجلس الأعلى» لإحياء الذكرى السابعة لاغتيال مؤسسه محمد باقر الحكيم وحضره كبار قادة البلاد، إن «الشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر تشكيل الحكومة الجديدة لحل جميع القضايا التي تواجهه وتوفير الخدمات لجميع أطيافه من دون استثناء»، مؤكداً ضرورة أن «تضع حكومة الشراكة الوطنية في أولوياتها تحقيق مصالح المواطن العراقي والحفاظ على تطبيق الدستور والقانون». وأضاف الحكيم أن «التنازل عن حقوق العراقيين ليس من حق أي شخص أو جهة معينة»، مشيراً إلى أن «الانتخابات والدستور من ملامح العراق الجديد ويجب المحافظة عليهما». ودعا الحكيم إلى «عدم تجاوز أو تغافل التعددية القومية والدينية والمذهبية في البلاد» باعتبارها «من أكبر واقعيات الشعب العراقي»، محذراً من أن «تجاهل تلك الواقعية سيؤدي إلى الكثير من المشاكل التي نحن في غنى عنها». وكان مؤسس «المجلس الإسلامي الأعلى» محمد باقر الحكيم لقي مصرعه بانفجار سيارة مفخخة بعيد خروجه من صلاة الجمعة في مرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف في 31 آب (أغسطس) 2003 وهو اليوم الذي قرر مجلس الحكم المنحل اعتباره يوماً للشهيد العراقي. وطالب المالكي في كلمته «بتجاوز جميع العقبات لتشكيل الحكومة المقبلة من أجل بناء عراق موحد ديموقراطي يعيش فيه العراقيون جميعاً من دون تهميش ولا طائفية ولا عنصرية»، مؤكداً أن «التمييز بين أبناء الشعب العراقي مرفوض من قبل الجميع». وأضاف: «نحن مسؤولون أن نكون رجال دولة وأن نكون رجال قضية عراق وليس قضية حزب أو طائفة، فهذه يجب أن تذوب في العراق وشعبه». وتابع: «أننا نختلف هنا ونختلف هناك بقضايا سياسية ومذهبية وفكرية، لكن هذه تتحول الى عناصر قوة عندما نتعامل معها بكل وضوح». ووناشد الجميع أن « لا يستنزفنا الخلاف ليستغل من قبل العدو المدجج والمدعوم وعديم الأخلاق الذي لا يريد سوى القتل والتخريب». وزاد: «يؤسفنا أن يقف أحد في العالم الى جانب الأعمال الإرهابية في العراق، فلا يليق بالعراق أن يكون مستباحاً بل يجب أن يكون سيداً». ولفت المالكي الى أن «العراق مقبل على استحقاق كبير وهو تشكيل الحكومة التي نتطلع أن تكون حكومة شراكة وطنية. فاذا ما نجح العراق بتشكيل الحكومة فستكون هذه ضربة قاصمة للإرهاب». وقال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي خلال الاحتفال انه «ينبغي أن تكون مثل هذه المناسبات ساعة للمراجعة الحقيقية بين السياسيين العراقيين الذين يجمعهم مصير واحد ويستهدفهم خطر واحد». ودعا الهاشمي «كل السياسيين العراقيين الى التواضع امتثالاً للعهد الذي قطعوه على أنفسهم في خدمة الشعب العراقي».