براتيسلافا - أ ف ب - أدلى الناخبون في سلوفاكيا بأصواتهم أمس، لاختيار نواب برلمانهم الذي يضم 150 مقعداً يتنافس عليها 2400 مرشح يمثلون 18 حزباً. وستعلن النتائج الرسمية اليوم. وأجري التصويت في حوالى ستة آلاف مركز في هذا البلد الذي يضم 5.4 ملايين نسمة، دعي 4.3 ملايين منهم للإدلاء بأصواتهم. وكشفت استطلاعات للرأي أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي اليساري بقيادة رئيس الحكومة روبرت فيكو سيأتي في الطليعة بحصوله على نحو ثلاثين في المئة من الأصوات. لكن شريكي الحزب في التحالف القائم منذ عام 2006، وهما «الحزب الشعبوي الحركة من أجل سلوفاكيا ديموقراطية» و «الحزب القومي السلوفاكي» المعادي للأجانب بعيدان من الحصول على نسبة الخمسة في المئة من الأصوات المطلوبة لدخول البرلمان, ما قد يؤدي الى إضعاف موقعه. كما قد يتأثر حزب رئيس الوزراء باتهامات بتمويل غير مشروع نشرت قبل أيام من الانتخابات وشملت منح هبة مثيرة للجدل بقيمة 17 ألف يورو من أموال عامة مخصصة للحالات الطارئة، وارتفاع الدين العام. وقال المحلل يان برانيك من معهد «بوليس سلوفاكيا» لاستطلاعات الرأي إن «سكان المناطق التي ضربتها الفيضانات مستاؤون لمنح عارضة أزياء مساعدة». ومن منظار الأزمة اليونانية، يطرح الناخبون السلوفاكيون أسئلة حول استمرار السياسة الاجتماعية لفيكو التي أطلقت حين سجل هذا البلد نمواً قياسياً («10،4 في المئة عام 2007 ثم 6.4 في المئة عام 2008). وعلى رغم أن الاقتصاد السلوفاكي شهد تراجعاً بنسبة 4.7 في المئة لإجمالي النتاج الداخلي العام الماضي، لم تتبن حكومة فيكو إجراءات تقشف. وكان إجمالي الناتج الداخلي 28 في المئة لدى انضمام البلاد الى منطقة اليورو في الأول من كانون الثاني (يناير) 2009، لكن مستوى الدين الخارجي قد يزداد حتى 41 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي في نهاية السنة المالية 2010. وتشير الاستطلاعات الى أن «الاتحاد الديموقراطي والمسيحي السلوفاكي»، أكبر أحزاب المعارضة، وحزب «الحرية والتضامن» (ليبرالي) سيأتيان في المرتبتين التاليتين لحزب رئيس الوزراء. ويأمل هذان الحزبان في تشكيل تحالف ليمين الوسط مع المسيحيين الديموقراطيين وحزبين آخرين يمثل أحدهما الأقلية المجرية الكبيرة (10 في المئة من السكان) والثاني الناطقين باللغتين، علماً أن التوتر هيمن بين المجر وسلوفاكيا على الحملة التي سبقت الانتخابات. وصرح نوربرت مولنار رئيس تحرير صحيفة «اوسزو» للأقلية المجرية في سلوفاكيا بأن «الورقة المجرية سلاح متين في وقت لا يعرف السياسيون ما يفعلون بالاقتصاد».