أعلن قائد عسكري كردي أن «داعش» شن هجوماً جديداً بقذائف صاروخية تحمل غازات سامة على مواقع «البيشمركة»، جنوب أربيل، فيما أقدم التنظيم على أخلاء عدد من مقاره داخل الموصل بعد تصاعد وتيرة الغارات الجوية. وكان ديبلوماسي في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أكد خلال شباط (فبراير) الماضي، أن «داعش» استخدم «غاز الخردل» ضد «البيشمركة»، اعتماداً على نتائج فحوص مخبرية أجريت على عينات أخذت من مصابين. وقال قائد «البيشمركة» في محور الكوير– مخمور، إن «إرهابيي داعش أطلقوا مساء الثلثاء نحو 12 قذيفة صاروخية كيماوية على مواقعنا قرب قرية أبو شيت في محور الكوير، ما أدى إلى إصابة 6 مقاتلين». وأفاد رشاد كلالي، مسؤول تنظيمات «الاتحاد الوطني»، بزعامة جلال طالباني، في قضاء مخمور ل «الحياة»، بأن «داعش أطلق قذيفة تحمل غاز الكلور مساء الثلثاء على منطقة أبو شيتة من دون وقوع إصابات بشرية، وذلك بعد أسبوع على تنفيذه هجوماً مماثلاً في المحور أدى إلى استشهاد عنصر وإصابة ثلاثة آخرين جراء استنشاقهم الغاز»، وشدد على أن قوات «البيشمركة تفتقر إلى فرق ومراكز طبية متخصصة وأجهزة واقية لمواجهة الإصابة بالغازات السامة». من جهة أخرى، اختتم نائب رئيس حكومة الإقليم قباد طالباني، جولة محادثات في واشنطن للحصول على دعم مالي وعسكري وتشكيل ألوية جديدة لقواته، في إطار العملية المرتقبة لاستعادة الموصل. وقال غياث سورجي الناطق باسم تنظيمات حزب طالباني في نينوى ل «الحياة»، إن «مصادرنا من داخل الموصل تفيد بأن الفجوة بين سكان المدينة وداعش اتسعت أكثر من أي وقت، لخسائره المتكررة، وآخرها تحرير البيشمركة والحشد الوطني ثلاث قرى قرب المدينة، وهي الناوران وباريما ومفرق خورسيبات التابعة لناحية بعشيقة في سهل نينوى»، لافتاً إلى أن «الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي باتت اليوم تتركز على أهداف داخل المدينة بعد أن كانت تستهدف مشارفها، ما دفع التنظيم إلى إخلاء مقاره ونقلها في الأحياء للتخفي بين المدنيين وممارسة نشاطه بشكل سري». وأشار إلى أن «التنظيم زاد ضغوطاته على السكان، فمنع استخدام أجهزة استقبال القنوات الفضائية في محاولة لحجب الأحداث والخسائر التي يتلقاها»، وعلى صعيد حياة السكان اليومية، قال سورجي «هناك نقص حاد في المؤن والأودية، والأهالي يعانون جراء شح المصادر المالية، بدليل أن العشرات ينزحون يومياً، على رغم تعرضهم لمخاطر قد تودي بحياتهم إلى مناطق إقليم كردستان، وبعضهم يضطر إلى دفع رشاوي لعناصر التنظيم قد تصل إلى 1600 دولار لكل شخص مقابل السماح لهم بالعبور وعدم الملاحقة». وقال عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية فاضل الغراوي في بيان أمس: «منذ انطلاق المرحلة لعملية لتحرير الموصل (14 آذار الماضي) تم تسجيل نزوح مئات المدنيين نحو قضاء مخمور»، لافتاً إلى «وصول أكثر من 600 أسرة بينها نساء وأطفال منذ انطلاق العمليات»، محذراً من «حصول كارثة إذا لم تتخذ الحكومة والقوات الأمنية إجراءات لتلافي موجات النزوح المتوقعة عند تحرير نينوى».