لقي شاب مصرعه في كورنيش محافظة القطيف أخيراً، بعد ارتطام دراجته النارية التي كان يقودها في سيارة. ويشهد الكورنيش حضوراً «كثيفاً» للدراجات النارية»، وتجاوز المساحات المخصصة لهم. فيما بدؤوا يزاولون هذه الهواية «المزعجة» على المسطحات الخضراء، وسط امتعاض المتنزهين الذين اعتبروا هذا الأمر «ظاهرة تحتاج إلى تعامل حازم من قبل الجهات الأمنية»، التي غابت عن أداء أعمالها. ما شجع أصحاب الدراجات النارية على عدم المبالاة والاكتراث بهذه الأماكن التي تعد «مكاناً مخصصاً للراحة والاستجمام». ويستغل أصحاب الدراجات النارية، وكذلك هواة تربية الخيول، غياب الجهات الرقابية، في الاستعراض بدراجاتهم وخيولهم، بالتزامن مع الحضور العائلي الكثيف في هذه الأيام. ما أزعج المرتادين الذين فضل الكثير منهم مغادرة الكورنيش في أوقات باكرة «خوفاً من تعرض أطفالنا لأي أذى من قبل هؤلاء» بحسب حسن الزاير. فيما استغل متسولون، كثافة المرتادين في الكورنيش، في مزاولة نشاطهم واستعطاف المتنزهين بصورة «فجة»، أملاً في الحصول على بعض الأموال منهم. وذكر عبدالله التاروتي، أنه فوجئ بأعداد الدراجات النارية «الكبيرة» في الكورنيش. وقال: «جئت وأسرتي إلى هنا من أجل الاستجمام والراحة، بعد غيابي عن أسرتي لمدة أسبوع، إذ وعدت أطفالي بالذهاب معهم إلى الكورنيش، إلا أنني تفاجأت بأنه غير مناسب للتنزه، بعد أن شاهدت أعداداً مهولة من الدراجات النارية، على شكل مجموعات تجاوزت الحدود المسموحة، أو ربما المقبولة لهم. وبدؤوا في السير على المسطحات الخضراء من دون الاكتراث بالموجودين»، عازياً الأسباب إلى «غياب الجهات الأمنية والبلدية عن الكورنيش، ما أحال المكان إلى مسرح للاستعراض والإزعاج، فضلاً عن مزاولة التسول في ظل غياب الجهات الرقابية المعنية بهذه الحالات». واعتبر جعفر الموسى، استعراض أصحاب الدراجات النارية والخيول «صورة سلبية انعكست على المجتمع، من خلال هذه التصرفات السيئة»، مضيفاً أن «معظم مرتادي الكورنيش قدموا للاستجمام والراحة، وكذلك مزاولة الألعاب مع أطفالهم، سواءً في الإجازة الأسبوعية أو إجازة الربيع، إلا أن تصرفات هؤلاء دفعتنا إلى المغادرة، للبحث عن أماكن أخرى أكثر هدوءاً وراحة». وذكر الموسى، أن الكورنيش أصبح «مرتعاً لهؤلاء المتهورين من سائقي الدراجات وراكبي الخيول، فضلاً عن المتسولين، الذين لا نعرف هوياتهم، وهم يحاولون استعطاف الموجودين بصورة قبيحة. كما أن المسطحات الخضراء تنبعث منها رائحة الروث، بسبب كثرة الخيول التي تجوب المكان». وجاء حسن الزاير، إلى الكورنيش في حدود الرابعة عصراًَ، «إلا أنني فضلت المغادرة بعد أقل من نصف ساعة من مجيئي، بسبب كثرة الدراجات النارية وتهديدها حياة الأطفال، من دون الاكتراث بسلامة المتنزهين، متجاوزين بذلك أبسط حقوق الآخرين، مع تعريضهم إلى الأذى في أي وقت». وأضاف «على رغم أن بلدية القطيف وضعت مطبات اصطناعية، في محاولة للحد من السرعة على طريق الكورنيش، إلا أنهم استغلوا المساحات الخضراء لمزاولة هذه الهواية المزعجة، بل إنهم يتعاملون مع المتنزهين وكأنهم متطفلون على المكان، فيما هم أصحاب الحق في السير بدراجاتهم على المسطحات». وأضاف الزاير، «فضلت مغادرة الكورنيش باكراً. وسأقوم بتغيير خطة التنزه الأسبوعية من كورنيش القطيف، إلى أي مكان آخر، أكثر هدوءاً واستجماماً». فيما أطلق البعض صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا من خلالها ب «التصدي لأصحاب الدراجات النارية»، لافتين إلى أن الكورنيش شهد حوادث دهس عدة، بسبب «عدم التزام أصحاب الدراجات النارية بالضوابط الموضوعة لهم». واستعرضت الصفحات قصصاً «مأسوية» تعرض لها مرتادو الكورنيش. وذكر أحدهم «حادثة لأحد أطفال قريتنا، دهسته دراجة نارية، وهشمت عظامه، وبعد صراع مع الألم في العناية المركزة، توفى هذا الطفل. فيما لم يتم محاسبة المتسبب». فيما قام آخر بدهس طفل في السنة الثانية من عمره، في الممشى الداخلي للكورنيش، «ولم يبدِ هذا الشاب أدنى مسؤولية عما فعله تجاه الطفل البريء. بل إنه قابل الناس الذين أمسكوا به بقوله إن الطفل هو من ألقى بنفسه عليه، وأنه لم يره، وكان يتكلم بصفته يمارس رياضة مشروعة في محل خاص».