لم يحسم «التيار الوطني الحر» قراره بالانضمام الى اللائحة البلدية الائتلافية في جبيل التي يتزعمها الرئيس الحالي للمجلس البلدي زياد حواط الذي يكاد يكون الرئيس الوحيد الذي حقق انجازات لافتة، إذ اختيرت جبيل المدينة السياحية الأولى في المتوسط. وعلمت «الحياة» من مصادر جبيلية أن حواط كان التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وأبدى تجاوباً مع رغبته في التعاون بلدياً مع «التيار الوطني» وهذا ما تبلغه الأخير من حليفه بعدما أبلغ رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون دعمه حوانط وعدم استعداده لخوض المعركة في لائحة منافسة له. وبناء لنصيحة جعجع، التقى حواط وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وناقش انضمام «التيار الوطني» الى اللائحة الائتلافية التي يتزعمها والتي تضم في معظمها أعضاء من المجلس البلدي الحالي نجحوا في تشكيل فريق عمل متجانس كان من ثماره الإنجازات التي شهدتها جبيل. وطلب باسيل في اللقاء أن يتمثل «التيار الوطني» بخمسة أعضاء في المجلس البلدي المؤلف من 18 عضواً على أن يكون من بينهم نائب الرئيس. لكن حواط ارتأى أن يتمثل بعضوين بدلاً من عضوين حاليين أبديا استعدادهما للتخلي عن الترشح مراعاة لحواط، من دون أن يكون بينهما نائب الرئيس. لذلك تعذر التفاهم بين حواط وباسيل ما اضطر نائب جبيل عضو «تكتل التغيير» سيمون أبي رميا الى الدخول على خط المفاوضات، وطرح في اللقاء الثنائي الذي جمعهما أن يقلص «التيار الوطني» حصته من خمسة أعضاء الى أربعة، ومن ثم الى ثلاثة لكن حواط أصر على موقفه بذريعة أن لا مكان في اللائحة إلا لعضوين يحلان مكان العضوين اللذين عزفا عن الترشح بناء لطلب حواط. وهكذا ما زالت المفاوضات عالقة، فيما أصر حزب «القوات» على دعم حواط الذي سيتعاون مع منسقه في جبيل ليكون على لائحته، في مقابل دعم حزب «الكتائب» بلا شروط، لأن هناك صعوبة في إيجاد رئيس بديل يلقى كل الدعم من العائلات. وتردد أن «التيار الوطني» طرح مع الوزير السابق جان لوي قرداحي إمكان التعاون لتشكيل لائحة منافسة مدعومة منهما، لكن الأخير لم يتردد في حسم أمره لجهة رفضه الانخراط في معركة ضد حواط. لذلك، فإن حواط ينتظر من «التيار الوطني» أن يحسم أمره. إما بالانضمام الى لائحته أو البحث في تشكيل لائحة ثانية مع أن مثل هذه اللائحة تفتقر الى إمكان توفير الشروط لمواجهة حواط وبالتالي ستكون معركته مجرد إثبات وجود لاختبار حجمه الانتخابي. ولن يكون قادراً على تسجيل خرق. كما أن المعركة البلدية في جبيل ستكون مفتوحة على إعادة تشكيل اتحاد بلديات بلاد جبيل في ظل وجود رغبة في عدم ضم أعضاء جدد الى الاتحاد إلا بحدود معينة. وفي شأن المعركة البلدية في جونيه (حارة صخر، صربا، غادير، ساحل علما) ما زالت التحالفات غامضة على رغم أنه بدأ يتردد أنها قد تكون مفتوحة على منافسة بين ثلاث لوائح تتنازعها الأحزاب والشخصيات السياسية. وفي هذا السياق، فإن التعاون قائم بين «التيار الوطني» و«القوات» لكنه لم يستقر حتى الساعة على توافق يؤدي الى دعمهما للائحة التي يتزعمها جوان حبيش المدعوم من العماد عون في منافسة للائحة المدعومة من نعمت افرام الذي تربطه علاقة وطيدة ب «القوات» ويدرس دعم فادي فياض لتشكيل لائحة ثانية. أما بالنسبة الى النائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن الذي هو على تواصل وصداقة مع العميد المتقاعد شامل روكز مع أن العماد عون يحاول أن يقتص منه على استضافة منافسه الرئاسي زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، فإن مصادر كسروانية ترجح تعاونهما من أجل دعم لائحة ثالثة بزعامة فؤاد البواري. في مقابل حزب «الكتائب» الذي لا يزال يدرس خياراته البلدية. وعلى رغم أن منسوب التوقعات بدأ يرتفع في الأيام الأخيرة ويصب في اتجاه تشكيل ثلاث لوائح بلدية، فإن المصادر الكسروانية تدعو الى التريث وعدم حرق المراحل لأن الباب البلدي لا يزال مفتوحاً على أكثر من مفاجأة ويمكن أن تؤدي المشاورات الى تبدل التحالفات في اللحظة الأخيرة، خصوصاً أن التجارب السابقة في أكثر من دورة انتخابية نيابية شهدت تبدلاً في التحالفات قبل أسابيع من إتمامها.