تجمع القيادات السياسية اللبنانية على أن الانتخابات البلدية والاختيارية حاصلة، لا محال، في موعدها. لكنها في الوقت نفسه لم تسقط من حسابها إمكان تأجيلها. وترى أن مثل هذا الاحتمال يبقى قائماً إلا إذا انعقدت الجلسة التشريعية قبل نهاية الشهر الجاري أو في أوائل الشهر المقبل وانتهت من دون أن يتقدم عدد من النواب باقتراح قانون معجل مكرر يقضي بالتمديد للمجالس البلدية الحالية. ويبدو حتى الساعة أن الحراك البلدي ترشحاً أو ائتلافاً، يطغى على جبل لبنان وتحديداً في البلدات والقرى المسيحية، إضافة إلى بلدات أخرى وأبرزها تنورين في قضاء البترون وزحلة - المعلقة تعنايل - في البقاع الأوسط، فيما تنشط الجهود لتشكيل لوائح ائتلافية في المدن والبلدات ذات الغالبية المسلمة، وهذا ما يفسر الركود البلدي حتى الساعة ريثما تتبلور الاتصالات لتظهير طبيعة المعارك البلدية فيها. وسجلت «الحياة» في الساعات الماضية شريطاً من الاتصالات والترشحات، على الشكل الآتي: - لم تنقطع الجهود في طرابلس لتشكيل لائحة ائتلافية مدعومة من «تيار المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي و«الجماعة الإسلامية» وعدد من النواب ووزراء حاليين وسابقين من بينهم فيصل عمر كرامي. وتنطلق هذه المشاورات من اختيار واحد من ثلاثة مرشحين لرئاسة البلدية هم عمر الحلاب، عبدالرحمن ثمين وعزام عويضة، مع أن كفة الحلاب تبقى هي الراجحة حتى إشعار آخر على أن يترك له اختيار أعضاء اللائحة شرط أن تشكل فريق عمل متجانساً لتفادي التجربة البلدية المريرة التي عانت منها عاصمة الشمال طوال ولاية المجلس الحالي، إضافة إلى وجود رغبة في عدم إشعار هذا الفريق أو ذاك بأن الأعضاء في جيبه ويأتمرون بتوجهاته السياسية. سن الفيل أم المعارك - تتوقع مصادر متنية أن تشهد بلدة سن الفيل «أم المعارك» البلدية نظراً إلى احتدام المنافسة بين لائحة مدعومة بشكل أساسي من نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر وحزب «الكتائب» ويرأسها الرئيس الحالي نبيل كحالة وأخرى مدعومة من حزب «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» اللذين يحاولان تسجيل نقطة في مرمى الفريق الآخر. - تراقب المصادر المتنية أيضاً حركة الاتصالات التي يشكل المر محورها الأساسي، وكان التقى في الساعات الأخيرة رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل والأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان لما للأخير من حضور بلدي في عدد من البلدات، ولا يقتصر على برج حمود حيث الثقل الأرمني الذي يترك له حرية القرار. - تستعد نيكول أمين الجميل لخوض الانتخابات البلدية على رأس لائحة في بكفيا مدعومة من حزب «الكتائب». وتبين أن لا صحة لما أشيع عن نيتها خوض المعركة في وجه رئيسة الاتحاد الحالي لبلديات المتن الشمالي ميرنا ميشال المر. - ينتظر تشكيل اللائحة الائتلافية في الشويفات في قضاء عاليه المدعومة من رئيس اللقاء الديموقراطي النيابي وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان بعد حسم الخلاف حول رئاسة مجلسها البلدي بين عائلتي حيدر والجردي. - لا يبدو الجنوب، ما عدا صيدا وقرى شرقها وقضاء جزين، منشغلاً في التحضير لخوض الانتخابات البلدية وهذا ينسحب أيضاً على البلدات الشيعية في بعلبك - الهرمل لأن التنافس لا يزال محدوداً بين «حزب الله» وحركة «أمل» ومحكوماً بمعادلة التفاهم التي ما زالت قائمة مع أن الطرفين يشكوان من التنافس في داخل العائلة الواحدة. - تواكب المصادر السياسية الاستعدادات القائمة بين «القوات» و«التيار الوطني» لخوض الانتخابات في مناطق نفوذهما في لائحة واحدة للتأكد من مدى استعداد سمير جعجع ليخوض معارك إلغاء ضد خصومه تجاوباً مع رغبة حليفه وهو يسعى لتدوير الزوايا في عدد من البلدات لأنه يريد أن يوازن بين تحالفه مع العماد ميشال عون وحضوره المميز في داخل «14 آذار». - ينتظر أن تشهد بلدة جونيه الكسروانية معركة «كسر عظم» بين لائحة مدعومة من «القوات» وعون وأخرى يؤيدها الوزير السابق فريد هيكل الخازن ونعمة أفرام وتتوقف نتائجها على عاملين، أولهما يتعلق بالنائب السابق منصور غانم البون و«الكتائب» لما لهما من حضور بلدي خصوصاً البون الذي يتم التعامل معه على أساس أنه «بيضة القبان» في حسم السباق البلدي. - تتابع مصادر شمالية حصيلة المشاورات الجارية لتشكيل لائحة بلدية في ببنين كبرى البلدات العكارية للتأكد ما إذا كانت هناك رغبة لخوضها ضد اللائحة المدعومة من النائب خالد الضاهر ابن البلدة. - توجت الاتصالات بين «القوات» و«التيار الوطني» بتوافق على تشكيل لائحة ائتلافية في جبيل برئاسة رئيس بلديتها الحالي زياد حواط وأخرى في قرطبا مسقط النائب السابق فارس سعيد الذي سيكون طرفاً في هذا الائتلاف. - يواصل الوزير ميشال فرعون مشاوراته مع المطران الياس عودة وأحزاب «الكتائب» و«القوات» و«الطاشناق» و«الهانشاك» من أجل التفاهم على الأسماء المرشحة لدخول اللائحة الائتلافية لمدينة بيروت المدعومة من «تيار المستقبل» الذي يحرص، كما يقول زعيمه الرئيس سعد الحريري على تحقيق التوازن والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، علماً أن الاسم المرجح لرئاسة المجلس هو المهندس جمال عيتاني. - يكثف عدد من الناشطين في المجتمع المدني لقاءاتهم لخوض الانتخابات البلدية في بيروت في لائحة «بيروت مدينتي» التي يطغى عليها الحضور الشبابي. - تتوجه الأنظار إلى بلدة القبيات العكارية كبرى المدن المارونية في عكار من أجل سبر غور الاتصالات لتشكيل لائحة ائتلافية في ضوء تمسك «القوات» بعدم استبعاد مناصري النائب هادي حبيش ابن البلدة من اللائحة، في مقابل عدم وضوح موقف حليفه «التيار الوطني» الذي لا يزال ضبابياً. - لن يحصل أي تغيير في بلدات الضاحية الجنوبية ذات الغالبية الشيعية، وتحديداً في الغبيري، برج البراجنة، حارة حريك والمريجة. والتغيير سيبقى محصوراً بالأسماء لا بالانتماءات السياسية، أي ستكون كفة «حزب الله» بتحالفه مع «أمل» هي الراجحة وإن كان الحزب يدفع في اتجاه تشكيل بعض اللوائح المنافسة التي ستضم أعضاء من «أهل البيت» الغاية منها إضفاء طابع من المنافسة «الديموقراطية» التي لن تبدل من واقع الحال البلدي لهذه البلدات. - توقفت مصادر في زحلة أمام إصرار العماد عون على تمثيل عائلة آل فتوش في المجلس البلدي، وسألت ما إذا كان موقفه بمثابة دفعة على الحساب لتأمين تأييد النائب نقولا فتوش له في الانتخابات الرئاسية. غموض في البترون - يكتنف الغموض المشهد البلدي في مدينة البترون وما إذا كانت هذه المدينة ستشهد أقسى المعارك الانتخابية بين خصوم الأمس حلفاء اليوم - «القوات» و«التيار الوطني» وبين محازبي الوزير بطرس حرب و «الكتائب» وعدد من العائلات في مقابل تضاؤل فرصة المنافسة في تنورين - مسقط حرب - باعتباره الرقم الأول في إيصال اللائحة البلدية المدعومة منه. - لم تتوصل الاتصالات حتى الساعة إلى تشكيل لائحة ائتلافية في جديدة المتن - السد، البوشرية برئاسة الرئيس الحالي أنطوان جبارة وبدعم من المر وأحزاب «القوات و «الطاشناق» و «الكتائب» و «التيار الوطني» ويدور الخلاف حول الأحجام البلدية. - لم يعد هناك إمكان لتشكيل لائحة ائتلافية في صيدا، وتتجدد المنافسة بين «المستقبل» و «الجماعة الإسلامية» من جهة وبين «التنظيم الشعبي الناصري» المدعوم من «حزب الله» من جهة ثانية. ويمكن أن تشهد عاصمة الجنوب سخونة أسوة بالمعركة البلدية السابقة فيما لم يحدد رئيس البلدية السابق عبدالرحمن البزري موقفه، بينما تنشط الماكينة الانتخابية للرئيس الحالي محمد السعودي بمشاركة فاعلة من «المستقبل» ممثلاً بالنائب بهية الحريري ومن «الجماعة».