يصل إلى جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم، زعيم المتمردين رياك مشار لأداء القسم الدستوري نائباً للرئيس سلفاكير ميارديت الذي تمسك بعدم إقالة كبار المسؤولين في حكومته من مناصبهم من أجل إتاحة الفرصة لعودة قيادات المتمردين وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وسيصل مشار وسط حراسة أفريقية وقوات كينية وعشرات من عناصر حركته، خوفاً من تعرضه لاستهداف يمكن أن يعرض عملية السلام إلى انتكاسة وتجدد الحرب الأهلية. وقال وزير الإعلام مايكل مكوي، إن نائب الرئيس جيمس واني سيكون في استقبال مشار في مطار جوبا قبل أن ينتقل إلى القصر الرئاسي للقاء سلفاكير، وسيؤدي القسم غداً، ويشارك في مشاورات لتشكيل حكومة جديدة. وقال سلفاكير في تصريحات في جوبا أمس، إن إقالة المسؤولين الكبار والحلفاء المقربين من أجل إدماج المتمردين في الحكومة، يمثل سابقة غير حميدة في الدولة، وتابع: «يشعر كوادر الحكومة بالخوف والقلق من أن تتم التضحية بهم من أجل تشكيل الحكومة ولا اعتقد أن ذلك سيحدث، سيكون هناك تغيير فقط في المهمات والمناصب من أجل استيعاب الآخرين». وأكد سلفاكير استحالة تراجعه عن قرار تشكيل ال28 ولاية، وقال: «أكدت في أكثر من مناسبة أن موضوع الولايات مطلب الشعب وإذا أراد أحد أن يلغيه فعليه أن يذهب إلى الناس ويطلب منهم ذلك وفي حال قبلوا فسوف يحضرون ويقولون ماذا يريدون بالتحديد». من جهة أخرى، أعلنت إثيوبيا أن مسلحين من دولة جنوب السودان قتلوا 140 شخصاً في هجوم على إقليم غامبيلا، وأن قواتها عبرت الحدود لمطاردة المهاجمين. وأورد بيان صادر عن مكتب الاتصال في الحكومة الأثيوبية، أن «140 مدنياً قتلوا في الهجوم الذي نفذته عصابات عبرت الحدود من جنوب السودان، وتطارد قوات إثيوبية العصابات داخل جنوب السودان. وتم قتل 60 من المهاجمين حتى الآن». وأضاف المكتب أن المسلحين لا علاقة لهم بقوات حكومة جنوب السودان ولا قوات المتمردين. وقال وزير الاتصالات الأثيوبي غيتاشيو ريدا إن الحادث وقع في بلدة جاكاوا في إقليم غامبيلا، مشيراً إلى أن المهاجين ينتمون إلى قبيلة المورلي وخطفوا عدداً من الأطفال واقتادوهم إلى جنوب السودان. وفي الخرطوم، توقعت الحكومة أن يساهم تشكيل الحكومة الجديدة في دولة جنوب السودان، والمنتظر إعلانها رسمياً خلال يومين، في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بجانب وقف العدائيات ووضع حد لتبادل الاتهامات بين الطرفين. وجدد وزير الإعلام أحمد بلال عثمان، دعوة بلاده حكومة جنوب السودان الى وقف دعم وإيواء الحركات المتمردة المناهضة لنظام الحكم في الخرطوم. وأشار إلى انتظار الخرطوم مبعوثاً من سلفاكير لتلطيف الأجواء بين البلدين وزاد: «نتمنى أن تستقر الأوضاع بدولة الجنوب عقب تشكيل الحكومة الجديدة». وتوترت العلاقات بين الخرطوموجوبا خلال الأسابيع الأخيرة، مع احتدام المعارك بين الحكومة السودانية ومعارضيها في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث تتهم الخرطوم دولة الجنوب بمساعدة متمردي «الحركة الشعبية– الشمال» وحركات دارفور المسلحة. على صعيد آخر، أعلنت السلطات في ولاية شمال دارفور، توقيف عناصر تنتمي إلى متمردي «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، كانت تقف وراء ترويج معلومات عن وجود عناصر من تنظيم «داعش» في الولاية أخيراً. وكانت حركة مناوي، أعلنت أنها رصدت تحركات لعناصر (إرهابية إسلامية) قوامها 700 شخص، من ليبيا ومالي في الأجزاء الشمالية لدارفور، وتجري ترتيبات لنقلها إلى مناطق جبل مرة بغرض التدريب. وأوضحت السلطات أن العناصر المضبوطة من حركة مناوي استغلت انتقال أحد مشايخ الطريقة الصوفية، من منطقة مبروكة في ولاية سنارفي وسط البلاد إلى دارفور، للترويج لمزاعم وجود عناصر متطرفة قادمة من غرب أفريقيا.