قرأت باهتمام خبراً بعنوان «سعودي يملك طوابع بريدية نادرة ... ولا يعرف معايير تثمينها» أوردته «الحياة» بتاريخ 8/6/2010؛ ولكوني باحثة في شؤون الطوابع وتاريخها، أملت الأمانة العلمية عليّ وضع الأمور في نصابها وتصحيح بضع مغالطات تضمنها الخبر المذكور. أشير أولاً الى مقولة خاطئة يتناقلها البعض معتبرين أن كل طابع بريدي قديم العهد هو نادر الوجود أو غالي الثمن. وللحقيقة، فتصنيف طابع بريدي ما بالنادر يخضع لمعايير معروفة في ميدان الطوابعية، يحددها عادةً متخصصون مشهود لهم. كما أن هناك كاتالوغات ودلائل تقوم سنوياً بتسعير الطوابع. ومن باب توضيح بعض البديهيات المتعلقة بعالم الطوابع البريدية، أذكّر بادئ ذي بدء بأن أول طابع بريدي صدر في بريطانيا في عام 1840، وحمل صورة الملكة فكتوريا إثر جهود حثيثة قام بها «رولاند هيل» منذ عام 1837. وفي آذار (مارس) 1843، أصدرت سويسرا أول طوابعها البريدية. أما فرنسا، فقد أصدرت أول طابع بريدي في عام 1849. ولعل هواية جمع الطوابع البريدية ترافقت مع مرحلة صدور الطوابع؛ أما عبارة Philately أي «صديق الطوابع» والتي تُرجمت إلى «هواية جمع الطوابع»، أو الطوابعية، فقد ظهرت في عام 1864 وابتدعها الفرنسي «هيربين». كما أصدر د. «جوان إدوارد جرى» أول كاتالوغ للطوابع عام 1862. وبالعودة لما تضمنه الخبر المذكور، نلاحظ بضعة مغالطات تاريخية فادحة وردت فيه. وأبدأ بصورة الطابعين الواردين في الخبر، فأشير إلى أن الطابع الأول هو طابع فرنسي صدر في عام 1963، وليس في عام 1863 كما ذكر كاتب الخبر؛ وكانت المناسبة الذكرى المئوية لأول مؤتمر عالمي للبريد عقد في باريس. وقد حمل الطابع عنوان المناسبة وتاريخها، ولذلك أدرجت عليه عبارة «مايو – يونيو 1863». وهذا ما سبّب لبساً لصاحب الطابع ولناقل المعلومة على حدّ سواء. أما ثمن هذا الطابع، فهو أقل من نصف جنيه استرليني (0.4 تحديداً)، وذلك بحسب الدليل العالمي ستانلي غيبنز Stanly Gibbons. أما الطابع الثاني، وهو طابع سويسري صدر في عام 1941 وليس في عام 1782، فقد حمل رسمة وصورة الضابط يواشيم فورّي Jochim Forrer الذي ولد في عام 1782 وتوفي في عام 1833، وهذا ما ورد على الطابع. وهو بدوره زهيد الثمن، إذ لا يتعدى سعره نصف جنيه إسترليني (0.4 تحديداً) كونه مستعملاً. أما سعر الطابع غير المستعمل فهو (2.75 جنيه) ودائماً بحسب الدليل العالمي ستانلي غيبنز Stanly Gibbons. رغبت في إيراد هذه المعلومات التوضيحية شعوراً مني بالمسؤولية تجاه جمهور القرّاء، وبغية تبديد اللبس الناشئ عن قراءة غير دقيقة وغير مهنية لمضامين وتواريخ الطوابع البريدية المعنية. وأحيل المهتمين بمعرفة تواريخ وأسعار الطوابع البريدية إلى الدلائل العالمية المعروفة، وهي خير معين لهم لتثمين مقتنياتهم من الطوابع البريدية. * باحثة من لبنان. عضو الأكاديمية العالمية للطوابع – (باريس)