تبدأ السعودية اليوم (الأربعاء) عاماً سادساً من عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي اقترنت السنوات الخمس الماضية، ومنذ مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية في آب (أغسطس) 2005 ببرامج الإصلاح والانفتاح على الداخل من خلال لقاءات «الحوار الوطني»، وعلى الآخر من خلال إطلاق مبادرة حوار الأديان والثقافات والحضارات، وترسيخ أسس الحكم الرشيد بمكافحة الفساد وإشاعة الشفافية والحض على النزاهة. وأعربت فعاليات تنفيذية وتشريعية وقضائية سعودية عن التفاؤل بسنة جديدة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوقعوا أن تشهد مزيداً من الإنجازات في مجالات التنمية والصناعة والاقتصاد، ومواصلة تنفيذ المشاريع الكبرى التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين لإصلاح مرفق القضاء، وتطوير التعليم العام، وإنشاء مدن اقتصادية ضخمة، مؤكدين أن أكبر استثمار يرعاه العاهل السعودي هو الاستثمار في الإنسان السعودي. وتأتي السنة الجديدة في مسيرة حكم خادم الحرمين الشريفين بعد عام شهد عدداً كبيراً من الإنجازات الطموحة، في مقدمها افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي لا تزال تثير اهتمام قادة العالم وشعوبهم، مقترنة بتوسع غير مسبوق في برنامج خادم الحرمين الشريفين لابتعاث الطلاب السعوديين للدراسة في الخارج، حتى أضحى عدد المبتعثين من الجنسين يزيد على 80 ألفاً يتأهلون في مختلف التخصصات في أفضل جامعات دول العالم ليعودوا للانضمام إلى ملحمة البناء والتنمية في بلادهم التي تُعدّ مركز الثقل بالنسبة إلى العالم العربي والإسلامي. وذكر متابعون للشأن السعودي أن خادم الحرمين يبدو حريصاً على المضي في طريق التنمية، تمهيداً لتحقيق أهداف سلسلة خطط التنمية الخماسية التي تمثل خريطة طريق لانتقال المملكة إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة، وهو مجهود حدا بمجموعة الدول ال20 إلى دعوة السعودية - ممثلة في ملكها - للانضمام إلى المجموعة التي تتحكم في مسار الاقتصاد العالمي، والمشاركة في وضع السياسات الكفيلة بتجنيب العالم الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعوق نموه. وذكر محللون في الرياض أن ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين ملكاً تعزز الآمال في تحقيق أهداف الحوار الوطني السعودي، بعدما نجحت المملكة في تحجيم جماعات التكفير والتطرف والحد من قدراتهم على التخريب وإراقة الدماء وقتل الأنفس. وأضافوا أن السنوات الخمس الماضية في عهد الملك عبدالله أظهرت أبعاد زعامة خادم الحرمين ورؤيته البعيدة المدى لمستقبل شعبه، خصوصاً انتهاج الرؤية الإصلاحية التي امتدت إلى القضاء والتعليم وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، والانتقال بالاقتصاد الوطني إلى أفق مرحلة المدن الاقتصادية ومدينة الملك عبدالله المالية وزيادة عدد الجامعات السعودية وانشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. ولا تزال مبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز على القمة العربية في عام 2002 واعتمدتها قمة الكويت، أساساً لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. فيما برز خادم الحرمين خلال السنوات الخمس الماضية زعيماً رئيسياً في ترجيح كفة الاعتدال في أسعار النفط، والدعوة إلى حلّ مشكلات البيئة وغازات الدفيئة التي تهدد مناخ الكرة الأرضية. ويقول مراقبون سعوديون إن الإنجازات التي تحققت في السعودية خلال السنوات الخمس الماضية ما كان يمكن لها أن تتحقق لولا متابعة خادم الحرمين وإشرافه الشخصي وتوجيهاته المستمرة، وهو أسلوب في الزعامة ذكروا أنه يبشر بإنتاج جيل جديد من الإداريين والمخططين. ولفتوا إلى حرص الملك عبدالله على التخطيط لتفادي مهددات الأمن الغذائي السعودي والعربي، وإطلاقه لبرنامج الاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، فضلاً عن مساعيه الدؤوبة لتعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي الخليجي عبر منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. خادم الحرمين... يد تبني وتنفق في الداخل بسخاء وأخرى توطّد علاقاتنا بالخارج سياسياً وإنسانياً خادم الحرمين... القائد الذي كسب احترام العالم ب«تصديه» للفساد والمضي قدماً في الإصلاح آل الشيخ: الاحتفاء بالبيعة احتفاء بالاستقرار سعوديات ل«الحياة»: الملك عبدالله أكبر داعم لنا... وعهده أوصلنا لمراكز قيادية