تسبب ارتفاع أسعار الحديد والبلاط والبلوك الأحمر بالسوق السعودية في ركود سوق الأسمنت وتراجع الطلب عليه، وتراجعت المبيعات بأكثر من 40 في المئة خلال الشهرين الماضيين.وأوضح عدد من تجار وموزعي مواد البناء في الرياض ل «الحياة» أن الطلب على الأسمنت تراجع بشكل كبير، ما جعل الكثير من التجار والموزعين يبيعون الكميات المخزنة لديهم بسعر المصنع، تفادياً لخسائر كبيرة قد تحدث لهم. وقال أحد موزعي الأسمنت عبدالرحمن الدوسري إن «سوق مواد البناء تشهد حالياً تذبذباً كبيراً في الأسعار، إذ نعاني من ركود كبير في مبيعات الأسمنت، وتراجع هائل في الطلب، بسبب ارتفاع أسعار الحديد، الذي تسبب في توقف كثير من المقاولين والأفراد عن تنفيذ مشاريعهم سواء السكنية أم التجارية». وأضاف أن «أسعار الأسمنت توقفت عند مستوى سعر المصنع، إذ كان كيس الأسمنت يُباع حتى نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي بنحو 14 ريالاً، فيما استقر الآن عند مستوى 12 ريالاً (سعر المصنع)، فيما كان سعر الأسمنت البحريني 15 ريالاً للكيس، ووصل الآن إلى 13.5 ريال». وأشار إلى أنه كان يبيع كل أسبوع في السابق أكثر من ألف كيس، إذ كان هناك طلب كبير، سواء على مستوى الأفراد أم المقاولين، أما الوقت الحاضر فيتراوح معدل البيع ما بين 100 و200 كيس أسبوعياً، بسبب توقف الكثير من أصحاب المشاريع عن العمل، بسبب ارتفاع أسعار الحديد سواء المحلي أم المستورد. من جهته، قال تاجر مواد البناء حسين بن علي، إن الطلب على الأسمنت هذه الأيام ضعيف بشكل كبير، ويشهد ركوداً، ما سيؤدي الى تحجر وتلف الكثير من الأكياس الموجودة في مخازن الموزعين، وهو ما سيكبدهم خسائر كبيرة. ولفت إلى أن «هناك مواد بناء أخرى شهدت ارتفاعات كبيرة بنسبة تصل الى 20 في المئة منها البلوك الأحمر، الذي ارتفع سعر كل ألف بلكة مقاس 15 سنتيمتراً من 1200 ريال، إلى 1400 ريال، وذلك خلال أسبوع واحد، فيما ارتفع سعر مقاس 20 سنتيمتراً من 2600 ريال لكل ألف بلكة إلى 2800 ريال، بزيادة 200 ريال. وتابع قائلاً: «كما ارتفع سعر المتر الواحد من البلاط من 14 ريالاً الى 14,5 ريال، وأصبح غير متوافر في السوق، ما يؤكد أن هناك زيادة في الأسعار خلال المرحلة المقبلة»، مؤكداً أن تلك العوامل جميعها أسهمت في تراجع وركود الطلب على الأسمنت، بسبب توقف المشاريع، سواء على مستوى الأفراد أم على مستوى قطاع المقاولات، الذي بدوره يعاني من عقبات عدة». وأكد أن كارثة جدة وما تعرضت له الرياض أخيراً أثر بشكل كبير في ارتفاع أسعار مواد البناء، بعد أن اتجه كبار تجار مواد البناء إلى إرسال غالبيتها إلى جدة، ثم بعد ارتفاع الطلب عليها في الرياض بعد ذلك، وطالب بضرورة وضع مؤشر للأسعار، من أجل ضمان استقرار الأسعار، خصوصاً أن هناك تفاوتاً في الأسعار من مؤسسة إلى أخرى. من جهته، قال احد العاملين في أحد مراكز توزيع مواد البناء صالح محمد، إن أسعار مواد البناء خلال الفترة الحالية تشهد ارتفاعات متفاوتة، مع تراجع في الطلب، مشيراً إلى أن أسعار البلوك الأحمر تشهد ارتفاعات متتابعة، في ظل غياب الرقابة على الاسعار من الجهات المختصة أو من حماية المستهلك. وذكر ان تلك الارتفاعات أثرت كثيراً في الطلب على مختلف مواد البناء، خصوصاً الاسمنت الذي تراجع الطلب عليه أكثر من 40 في المئة خلال الشهرين الماضيين، بسبب ارتفاع أسعار الحديد.