قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا 2010 تغلف مشاعر بأحاسيس متناقضة، إذ تمثل هذه البطولة على وجه الخصوص حالة خاصة لدى أحفاد «الفراعنة» الذين تجرعوا المرارة بسببها مرتين، الأولى عندما فشل الملف المصري في الحصول على أي صوت عند التقدم بطلب لاستضافة العرس الكروي الأهم والأشهر في العالم، وهو ما عرف بأزمة «صفر المونديال» التي وصلت إلى البرلمان المصري، وسط مطالب بمحاكمة المسؤولين عن إعداد الملف بداعي أن ما حدث يمثل «فضيحة» لسمعة مصر الرياضية التي تعد صاحبة الريادة في المجال الرياضي في القارة الأفريقية والتي كانت يجب – بحسب الإعلام والجماهير المصرية - أن تستضيف أول مونديال يقام في القارة «السمراء»، فيما كانت المرارة الثانية أشد قسوة بعدما خسر المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري بهدف وحيد في اللقاء الفاصل بينهما في تصفيات كأس العالم 2010 وتبخر الحلم الذي انتظروه 20 سنة، إذ لم ينجح «الفراعنة» في بلوغ المونديال منذ بطولة 1990 في إيطاليا على رغم التألق على الصعيد القاري والفوز في آخر ثلاث بطولات للأمم الأفريقية، ما منحهم صدارة المنتخبات الأفريقية والعربية. «الحياة» قامت بجولة في العاصمة المصرية القاهرة الصاخبة التي تجافي النوم، خصوصاً في فصل الصيف والذي يتزامن مع إقامة مونديال جنوب أفريقيا 2010، لاستطلاع استعدادات المصريين لاستقبال البطولة، وفي أهم شوارع القاهرة وأشهرها «شارع جامعة الدول العربية» الذي يعد المقصد الأول للسائحين العرب، حيث تنتشر المطاعم العالمية والمقاهي والفنادق والكافتيريات تحدث صاحب إحدى «الكافتيريات» الشهيرة سيد مسعود، وقال: «بطولة كأس العالم مناسبة مهمة جداً، إذ يتزايد عدد الزبائن خصوصاً من عشاق كرة القدم، وسعدنا جداً لأن البطولة أقيمت في بلد يتناسب توقيته مع توقيت مصر، وكنا تعرضنا لخسائر كبيرة في بطولة 1994 التي أقيمت في أميركا نظراً إلى إقامتها في مواعيد غير مناسبة للجماهير للفارق الكبير في التوقيت، وجهزنا شاشات عملاقة للزبائن من المصريين والجنسيات العربية الشقيقة التي تحرص على زيارة مصر في هذا الوقت من العام للسياحة، وسنخصص صالات عرض ونقدم المشروبات والشيشة». وعلى بعد أمتار حرص أحد المقاهي المشهورة على تعليق أعلام المنتخبات ال 32 كافة المشاركة، ووضعت صور لأشهر اللاعبين مثل الأرجنتنيني ميسي والبرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والإسباني توريس، وأكد عدد من الشبان العاملين في بعض المقاهي وسط القاهرة، وتحديداً في شارع طلعت حرب أنهم ربما لن يعرفوا طعم النوم أثناء البطولة لما وصفه ب«الضغط الرهيب للعمل» إذ يقول «القهوجي» علي محمود: «أتوقع ألا ينتهي العمل إلا بعد صلاة الفجر، إذ يتجمع الشبان ويشاهدون معاً المباريات ثم يجلسون يتسامرون، خصوصاً بعد انقضاء موسم الامتحانات».