لم تعد العائلات السعودية الثرية تكتفي بالخادمة العادية، بل أصبحت تشترط مواصفات غريبة وطريفة ومثيرة في الخادمة. وفق مسؤولين في مكاتب استقدام. وبات من المألوف أن تطلب عائلات غنية مواصفات محددة في الخادمة وأهمها أن تكون فيليبينية، وذات جمال، وغير مسلمة، وتجيد اللغة الإنكليزية. ويقول مسؤولو مكاتب استقدام إن الشروط لم تتوقف عن ذلك، بل امتدت إلى الطول المحدد، والغريب أن من يطلب الخادمة الجميلة هي سيدة المنزل، مشيرين إلى أن تلك الطلبات تأتي من أصحاب المراتب العالية، والضباط. وروى هؤلاء طلبات غريبة لمواصفات خادمات طلبتها عائلات سعودية، منها طلب «استقدام خادمة ذات خلق، وتكون حافظة للقرآن الكريم، وطلب آخر لخادمة سيريلانكية لا تجيد العمل وعمرها يفوق ال 40 عاماً». وأوضح صاحب مكتب الشرق الأوسط للاستقدام عايد العنزي «أن هناك مواصفات معينة تطلبها العائلات الغنية، خصوصاً من جانب النساء، فبعض العائلات تطلب خادمات فيليبينيات ذوات جمال، وغير مسلمات، وغير متزوجات، وأن يكون أقل مستوى تعليمي لها هو الثانوية، وتجيد اللغة الإنكليزية». وتابع: «كما تشترط بعض العائلات أن تكون الخادمة ذات طول معين، وأن تكون عملت سابقاً في مدن كبرى في السعودية مثل الرياضوجدة والدمام». وعن رواتب تلك الخادمات، قال العنزي: «أغلى راتب للخادمات في السعودية يكون للخادمة الفيليبينية، والطلب عليها يقتصر على العائلات ذات الدخل المرتفع والطبقة المخملية»، مشيراً إلى أنه يرفض في بعض الأوقات طلبات عائلات غنية تسكن في مدن صغيرة وتطلب خادمات فيليبينيات، ويتم استبدالهن بخادمات من جنسيات أخرى، نظراً إلى أن الفيليبينيات يرغبن في العمل بالمدن الكبرى، ولا يناسبهن العمل في المدن الصغيرة». واتفق معه نائب مدير مكتب العبداللطيف للاستقدام ماجد الجابري، وقال: «توجد عائلات تطلب خادمات جميلات، وذوات طول معين، وهي عائلات ثرية، ومن أصحاب المراتب العالية، وكذلك الضباط من رجال الأمن». وأضاف: «هذه الخادمة تكون في خدمة ضيوف العائلات، لتقديم الشاي والقهوة، وترتدي زياً موحداً مع بقية الخدام في المنزل»، مشيراً إلى أن «بعض الخادمات اللاتي سبق لهن العمل لدى الطبقات الغنية يرفضن العمل لدى الأسر ذات الدخل المنخفض، وذلك خوفاً من افتقاد الكثير من المميزات، مثل الخروج للتسوّق بشكل مستمر، أو السفر إلى دول خارج المملكة. وعن أغرب طلب لاستقدام خادمة، قال إن هناك زبوناً طلب «استقدام خادمة ذات خلق ودين وحافظة للقرآن الكريم، وهناك طلبات بأن تكون الخادمة ذات مستوى تعليمي معين وتتقن اللغة الإنكليزية». من جهته، روى صاحب مكتب البسام للاستقدام بسام محسن عطا الله أغرب طلب لاستقدام الخادمة، وقال «لدينا عميل طلب منا استقدام عالمة سيريلانكية لا تجيد العمل، وأن يكون شكلها غير مقبول أبداً، وعمرها يتجاوز 40 سنة، ولا تقوى على العمل». وأضاف عطا الله أن «طلبات العائلات ذات الدخل المرتفع تؤكد على ضرورة أن تجيد الخادمة اللغة الإنكليزية، والبعض يطلب أن تكون طباخة، ومربية أطفال وعمرها لا يتجاوز 35 سنة. أما عضو لجنة الاستقدام وليد السويدان، فوصف الاتجاه إلى استقدام عمالة منزلية بمواصفات معينة بأنه «بطر على النعمة التي وهبها الله لنا»، وذلك مخالف لما كان عليه الآباء والأجداد في البحث عن لقمة العيش. وأكد السويدان أن عدد الخادمات المنزليات في السعودية تجاوز المليون، وهناك إيقاف للاستقدام من إندونسيا، نظراً إلى ارتفاع أسعار الخادمات، وهناك دول جديدة سيتم الاستقدام منها. ويقول أحد العاملين في قطاع الاستقدام (فضل عدم ذكر اسمه) إن أغرب طلب لخادمة هو أن «تكون الخادمة ذات بشرة سوداء، وأسنان غير متسقة، وطولها أكثر من 160سم». وأشار إلى أن الطلب على الخادمات الفيليبينات هو الأكثر مقارنة بالجنسيات الأخرى بالنسبة إلى الأسر الثرية، وذلك لجودة عمل الخادمة الفيليبنية. يذكر أن حجم إنفاق السعوديين على العمالة المنزلية يبلغ 28 بليون ريال سنوياً، عقب ارتفاع أجور الأيدي العاملة التي فرضتها الدول المصدرة للعمالة إلى السعودية.