يسعى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي بدأ في روما أمس جولة تقوده إلى باريس أيضاً، وتستمر أربعة أيام، إلى وضع «خريطة طريق» بين بلاده وأوروبا، تتيح توثيق العلاقات الاقتصادية والشراكة، من خلال إبرام عقود ببلايين الدولارات. جولة روحاني، الأولى لرئيس إيراني في أوروبا منذ نحو عقدين، تأتي بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، علماً أنها كانت مقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لكنها أُرجئت بعد مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً. وعلى رغم أهمية الملف الاقتصادي، ناقش روحاني مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتّاريلا ورئيس الوزراء ماتّيو رينزي، ملفات سياسية، بينها الوضع في سورية والعراق واليمن، إضافة إلى التهديدات الإرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا. وشدد خلال لقائه ماتّاريلا، على أن «إرادة طهرانوروما تتمثل في تعزيز شراكتهما». ونسبت الرئاسة الإيرانية إلى ماتّاريلا قوله إن «الشركات الإيطالية ترغب في التعاون مع إيران»، التي رأى دوراً لها في «تسوية الأزمات المتفاقمة في العراق وسورية وأفغانستان وشمال أفريقيا». وسيتحدث روحاني اليوم أمام منتدى اقتصادي إيطالي – إيراني، يشارك فيه حوالى 500 رجل أعمال إيطالي، كما يلتقي البابا فرنسيس. روحاني الذي سيكون أول رئيس إيراني يزور إيطاليا منذ عهد محمد خاتمي (1999)، وصل إلى روما على رأس وفد يضمّ حوالى 120 فرداً، بينهم وزراء ورجال أعمال. وكان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد زار روما عام 2008، حيث شارك في قمة منظمة «فاو»، ولم يلتقِ مسؤولين إيطاليين. وكتب روحاني على موقع «تويتر» بعد وصوله إلى روما أمس: «نتطلع إلى تعزيز العلاقات واستكشاف الفرص، من أجل التزامات بنّاءة». وقال قبل مغادرته طهران إن رحلته «التاريخية مهمة جداً»، معتبراً أنها تأتي «في ظروف مختلفة، بعد تطبيق الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات» التي فُرضت على بلاده. وأضاف: «نريد الاستفادة إلى أقصى حدود، من أجل تنمية البلاد وتوظيف الشباب، من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي وتسهيل الاستثمارات للشركات الإيطالية والفرنسية في إيران». وذكّر ب «علاقات صداقة» جمعت إيران بدول أوروبية، مرجّحاً عودتها. وأشار إلى أن جولته ستشهد «مناقشة عقود، لتكون خريطة طريق للتعاون مع إيطالياوفرنسا، على المديَين المتوسط والبعيد». وكانت أوروبا أبرز شريك تجاري لإيران، قبل العقوبات، فيما اعتُبرت فرنساوإيطاليا قريبتين من طهران. وأفاد تقرير أعدّته المؤسسة الإيطالية الضامنة للقروض والاستثمارات الخارجية، بأن رفع العقوبات عن طهران يمكن أن يُفضي إلى زيادة ضخمة في الصادرات الإيطالية إليها، قد تبلغ 3 بلايين يورو بحلول العام 2018. وتزامن وصول روحاني إلى روما مع إعلان مصدر حكومي أن إيطاليا ستوقّع خلال الزيارة اتفاقات تبلغ قيمتها 17 بليون يورو، في قطاعات تشمل النفط والصلب. وقبل ساعات من سفره، وجّه روحاني رسائل إلى قادة الدول الست وزعماء دول الجوار. وفي رسائله إلى قادة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، أعرب عن أمله بأن ينفذ الأطراف المعنيون التزاماتهم في إطار الاتفاق النووي. وفي رسائله إلى قادة دول الجوار، أبدى روحاني أملاً ب «بذل جهود لاستثمار الفرص والطاقات المتاحة، بعد تطبيق الاتفاق، من أجل التعاون في المجالات كافة». إلى ذلك، أعلنت السفارة الإيرانية في موسكو أن علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد علي خامنئي، سيزور روسيا الأسبوع المقبل.