تسعى السعودية إلى زيادة ضخ نفطها إلى أوروبا من خلال خط أنابيب «سوميد» بعد توقيع مذكرة تفاهم بين «أرامكو» و «الشركة العربية لأنابيب البترول» (سوميد) خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة. وأعلن وزير البترول المصري، طارق الملا أمس، أن المذكرة تشمل «درس إمكان استخدام أرامكو لمستودعات التخزين الحالية التابعة لسوميد في تخزين النفط السعودي، وكذلك إمكان استخدام مشاريع سوميد الجديدة للتخزين كمركز توزيع لمبيعات أرامكو من الغاز المنزلي في مصر والدول المجاورة وتحويل منطقة سيدي كرير في الاسكندرية إلى مركز رئيس لدعم تسويق مبيعات أرامكو من الخام إلى أوروبا.» وقال الخبير الاستشاري المسؤول التنفيذي السابق في «أرامكو»، صداد الحسيني: «أي بلد يمكنه استخدام خط أنابيب سوميد سيتمتع بميزة في توريد النفط لأوروبا.» وأصدر الملا بياناً جاء فيه: «تنفذ حالياً مشاريع تتضمن عدداً من المستودعات في العين السخنة لتداول الغاز المنزلي والمازوت، وإنشاء رصيف بحري لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال وناقلات الغاز المنزلي والمازوت ستساهم في استكمال البنية الأساس لنقل المنتجات البترولية وتداولها». وتمتلك «الهيئة المصرية العامة للبترول» نصف شركة «سوميد» التي تملك وتشغل ميناء سيدي كرير على المتوسط، بينما تملك النصف الآخر مجموعة من أربع دول عربية خليجية هي السعودية والكويت والإمارات وقطر. وأشارت مصادر نفطية إلى أن السعودية ستضخ في أيار (مايو) كميات النفط المتعاقد عليها بالكامل إلى ثلاثة على الأقل من المشترين في آسيا. وأشارت مصادر إلى أن السعودية خفضت إمداداتها من الخام الثقيل لاثنين على الأقل من المشترين الآسيويين في أيار، ما يرجع على الأرجح إلى أعمال صيانة في حقول نفطية. في السياق ذاته، أشارت مصادر تجارية إلى أن صادرات النفط العراقية من الموانئ الجنوبية ستنخفض الشهر المقبل إلى أقل مستوى منذ مطلع السنة، وإن صادرات الخام الثقيل ستشهد خفضاً أكبر. وتابعت، استناداً الى برنامج تحميل مبدئي، أن إجمالي صادرات خام البصرة سينخفض إلى 3.085 مليون برميل يومياً من 3.28 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. وأضافت المصادر أن صادرات خام البصرة الثقيل في أيار ستهبط إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 645 ألف برميل يومياً وستصل صادرات خام البصرة الخفيف إلى 2.44 مليون برميل يومياً وهو أقل مستوى شهري في 2016. إلى ذلك، أفاد الناطق الرسمي باسم «شركة البترول الوطنية» الكويتية الحكومية، المعنية بتصدير النفط ومشتقاته بأن الكويت أوقفت التصدير في جميع المرافئ بسبب سوء الأحوال الجوية. وصرح خالد العسعوسي الى وكالة «رويترز» بأن «التصدير متوقف في المرافئ ما عدا الجزيرة الصناعية في ميناء عبدالله». وكان «احاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات» الكويتي أعلن إضراباً شاملاً عن العمل يبدأ صباح الأحد المقبل. وقال رئيس الاتحاد، سيف القحطاني، في مؤتمر صحافي: «يجد الاتحاد نفسه مضطراً لاتخاذ القرار الصعب بالتصعيد إلى أبعد مدى». في الأسواق، ارتفعت أسعار النفط حيث تجاوزت العقود الآجلة للخام الأميركي مستوى 40 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام «برنت» فوق 43 دولاراً للبرميل قبيل الاجتماع المرتقب لكبار منتجي الخام لمناقشة تجميد مستويات الانتاج. وارتفع الخام الأميركي تسعة سنتات ليصل إلى 40.45 دولار للبرميل، وزاد «برنت» 47 سنتاً إلى 43.30 دولار للبرميل متجاوزاً أعلى سعر بلغه هذه السنة. وتوقع وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن تتراوح أسعار النفط في الأسواق العالمية بين 40 و45 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام مع احتمال ارتفاعها إلى 50 دولاراً للبرميل بنهاية 2016. وقال إن اجتماع الدوحة قد يساعد في التعجيل بإعادة التوازن لسوق النفط خلال ثلاثة إلى ستة أشهر. أضاف أن أسعار النفط قد تصل إلى ما بين 60 و65 دولاراً للبرميل في 2017-2018. إلى ذلك، قال رئيس شركة النفط الروسية الحكومية «روسنفت»، ايغور سيتشين، أن أسعار النفط لا يمكن أن تظل منخفضة لفترة أطول من اللازم إذ إن تراجع الإنفاق في القطاع بما يتجاوز 250 بليون دولار سيضر بالكثير من المشاريع العالية الكلفة في مختلف أنحاء العالم. وصرح لقمة «فاينانشال تايمز» العالمية بأنه يعتقد أن قطاع النفط الصخري في الولاياتالمتحدة يحتاج سعراً بين 45 و50 دولاراً للبرميل ليواصل الإنتاج نموه. وتوقع كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة «بي بي»، سبنسر دالي، أن تشهد أسواق النفط العالمية استقراراً في المعروض العام الحالي مع ارتفاع الإنتاج في إيران وانخفاضه في مناطق أخرى في العالم. وذكر دالي أن التوقعات التي تشير إلى زيادة إمدادات إيران من الخام بواقع 500 ألف برميل يومياً في غضون ستة أشهر من رفع العقوبات عنها، تثبت صحتها لكن رفع الإمدادات في شكل أكبر قد يكون أكثر صعوبة.