تضاربت المعلومات أمس، في شأن تسليم موسكوطهران دفعة أولى من منظومة صواريخ «أس-300» الروسية المتطورة. ونقلت وسائل إعلام في طهران عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، أن «عقد توريد صواريخ أس-300 هو قيد التنفيذ، على رغم حدوث تغييرات في موعد التسليم». وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أن «الجزء الأول من هذه الأنظمة وصل إلى إيران» عبر بحر قزوين، مشيراً إلى أن «توريد الأجزاء المتبقية سيستمر». وأعلن «تنفيذ المرحلة الأولى من العقد»، وزاد: «نأمل باستكمال كل مراحله». وكان جابري أنصاري يردّ على أسئلة لصحافيين عن شريط فيديو بثّته مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالة «تسنيم» المحسوبة على «الحرس الثوري»، يُظهر شاحنات تنقل ما بدا أنها أجزاء من صواريخ «أس-300»، بعد وصولها أمس إلى ميناء إنزلي المطلّ على بحر قزوين شمال شرقي إيران. وأفادت «تسنيم» بوصول «شحنة من منظومة أس-300 من روسيا»، مشيرة إلى أن اتفاقاً أبرمته طهرانوموسكو ينصّ على تسلّم الأولى «4 منظومات صاروخية من هذا الطراز، تضمّ 4 قواعد لإطلاق صواريخ وأجهزة رادار جانبية وعجلات قيادة وإسناد». لكن الوكالة حذفت لاحقاً نبأ وصول الصواريخ وشريط الفيديو. وبعد ساعات على مؤتمره الصحافي، نقلت قناة «الميادين» عن جابري أنصاري قوله: «لا أنفي ولا أؤكد تسلّم طهران الدفعة الأولى من صواريخ أس-300. ما نقلته الوكالات عني في شأن تسلّمها من روسيا، هو تفسيرها الخاص للخبر». ورفض الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الإجابة على أسئلة حول إعلان تسلّم إيران الدفعة الأولى من الصواريخ، مكتفياً بأنه «سيترك الأسئلة من دون تعليق». واعتبر مدير مركز تجارة الأسلحة العالمية في موسكو إيغور كوروتشينكو، أن تسليم موسكوطهران الصواريخ يمهّد لاستئناف التعاون العسكري بينهما «في شكل شامل». ولفت إلى أن إيران «لن تقف عند شراء منظومات أس-300، لأن إنشاء نظام شامل للدفاع الجوي الإيراني سيحتاج إلى شراء منظومات صواريخ مضادة للطائرات، متوسطة وقصيرة المدى، ومعدات أخرى، بينها أنظمة محطات رادار لمراقبة المجال الجوي والقيادة، وأنظمة تحكم آلي لإدارة العمليات». ويثير امتلاك إيران صواريخ «أس-300» قلقاً لدى الولاياتالمتحدة وإسرائيل، علماً أن «المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية» أفاد بأن هذه المنظومة باتت في نسختها الجديدة قادرة على استهداف مقاتلات وصواريخ باليستية على مسافة 150 كيلومتراً. على صعيد آخر، أعلن جابري أنصاري أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي سيزور طهران اليوم، مشيراً إلى أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تعتزم زيارة بلاده السبت المقبل. وأضاف: «نحن في مرحلة جديدة من العلاقات مع الاتحاد بعد الاتفاق النووي» المُبرم مع الدول الست.