يصح القول إن هناك بحيرات ضخمة وهادئة، لكنها مجرد غطاء جميل لوحش ال «سوبر فولكانو» الراقد تحتها منذ ملايين السنين. في المقابل، يعتقد العلماء أنه يجدر عدم الانخداع بذلك المنظر الهادئ، بمعنى أنّه لا يجوز الركون إليها كبراكين منطفئة إلى الأبد. وثمة قاعدة علميّة تقول إنّه إذا ثار بركان ما في الماضي، يكون هناك احتمال لثورانه مجدّداً. وفي حال ثوران «سوبر فولكانو»، فلسوف تكون مفاعيله مشابهة لما حدث ذات مرّة في «طوبا» أو في «يلوستون»، بل تكون مبيدة لأنواع الحياة كلها، في دائرة قطرها مئات الكيلومترات حول فوهة البركان. وسوف تطمر الأراضي الأقرب إلى البركان بطبقات سميكة من الرماد، كما تتدفق حمم بركانية حارقة فتفحّم كل ما هو عضوي في طريقها. وسوف تصل أعمدة النيران والحمم المقذوفة إلى عشرات الكيلومترات في الجو، فتخترق طبقة ال «ستراتوسفير» وتتفاعل مع التيارات الهوائية العظمى هناك، فتنقل الرماد إلى مسافات بعيدة جداً. وتذكيراً، أثناء ثوران ال «سوبر فولكانو» في بلدة «يلوستون» قبل ملايين السنين، غطّى رماده ما يزيد على نصف مساحة الولاياتالمتحدة. وفي ثورة «سوبر فولكانو» في «طوبا» (سومطرة الأندونيسيّة) امتدّ الرماد إلى ما يفوق الثلاثة آلاف كيلومتر، وصولاً إلى باكستان وشمال الهند. وباختصار، ثورة «سوبر فولكانو» من تلك الأنواع تكون على درجة من القوة كفيلة بتوليد مفاعيل كارثيّة على مستوى قارة بكاملها. ثمة حقيقة بارزة تماماً تتلخص في أنه ليس هناك من منطقة مكرّسة للبراكين العظمى، ففي منطقة «يلوستون» مثلاً، سُجّلت آخر ثورة ل «سوبر فولكانو» قبل 640 ألف عام. وحينها سجّل انقذاف قرابة ألف كيلومتر مكعب من ال «ماغما» البركانيّة. وبعده عرفت تلك المنطقة عينها ثوران قرابة 60 بركاناً من النوع المعتدل القوة. لحسن حظ البشر، تمثّل البراكين العملاقة ظاهرة استثنائيّة ونادرة. وآخر مرّة سجّلت فيها ثورة ل «سوبر فولكانو» كانت في نيوزيلندا، حين ثار «بركان توبو» قبل ما يزيد على 26 ألف سنة. ويقدّر علماء البراكين أن ثوران ذلك النوع من البراكين العظمى يحدث بمعدّل بركان كل مئة ألف عام. أحمد شعلان رئيس الهيئة الوطنيّة للعلوم والبحوث - لبنان