أعلنت النيابة العامة البلجيكية أمس، أن منفذي تفجيرات بروكسيل كانوا يعتزمون شنّ هجوم آخر في فرنسا، مشيرة إلى أن «تقدّم التحقيق» جعلهم يشنّون هجومهم في بلجيكا. تزامن ذلك مع تحذير ألمانيا من أن تنظيم «داعش» يريد تنفيذ عمليات إرهابية على أراضيها أو ضد مصالحها. في الجزائر، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن تخطيط خلية بروكسيل لشنّ هجمات جديدة في باريس، يشكّل «دليلاً إضافياً على التهديدات القوية جداً المُحدقة بأوروبا برمتها، وبفرنسا خصوصاً»، مستدركاً: «لن نتخلى عن يقظتنا، علينا الاستنفار». ولفت إلى أن «التحقيقات التي تتقدّم بتنسيق تام مع القضاء الفرنسي، ستتيح معرفة المزيد. وليس ضرورياً الإدلاء بمزيد من التكهنات الآن». وورد في بيان للنيابة الفيديرالية في بلجيكا: «تشير عناصر في التحقيق إلى أن هدف المجموعة الإرهابية كان ضرب فرنسا مجدداً. وعندما فوجئت بسرعة التقدّم في التحقيق، قرّرت في شكل عاجل شنّ الهجوم في بروكسيل». وحذر وزير الداخلية البلجيكي يان جامبون من «خلايا أخرى قد تكون نشطة على أراضينا»، علماً أن بيان النيابة يؤكد تكهنات تربط تفجيرات بروكسيل باعتقال الشرطة البلجيكية صلاح عبد السلام، المشبوه الرئيس في مجزرة، في بروكسيل في 18 آذار (مارس) الماضي. وكانت النيابة البلجيكية اتهمت السبت أربعة أشخاص بالمشاركة في «عمليات قتل إرهابية» و «نشاطات تنظيم إرهابي» مرتبطة بتفجيرات بروكسيل التي أوقعت 32 قتيلاً في 22 آذار الماضي. والأربعة هم محمد عبريني المُتهم أيضاً في ملف مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وشخص يُدعى أسامة أوردت وسائل إعلام أنه سويدي يُدعى أسامة كريّم، وبات المحققون البلجيكيون متأكدين من أنه «الرجل الثاني» في مترو بروكسيل، إذ رصدته كاميرات المراقبة وهو يتكلّم مع الانتحاري خالد البكراوي. كما رُصِد في مركز تجاري خلال شرائه حقائب استُخدمت لنقل المتفجرات إلى مطار بروكسيل. وأسامة كريّم هو ابن للاجئين سوريين، وأوردت وسائل إعلام سويدية أنه سافر إلى سورية للقتال مع مسلحين، وقال قريب له إنه تعرّض ل «غسل دماغ». والرجلان الآخران هما بلال المخوخي الذي دين بالعمل لتجنيد متشددين، ومواطن رواندي يُدعى إرفيه بي.إم. وكانت النيابة الفيديرالية البلجيكية أعلنت أن عبريني اعترف بأنه «الرجل صاحب القبعة»، أي الرجل الثالث الذي شارك في تفجيرات مطار بروكسيل، لكنه فرّ قبل أن يفجّر شريكاه نفسيهما. في غضون ذلك، كرّر رئيس جهاز حماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) هانس غيورغ ماس، تحذيره من أن «داعش يريد تنفيذ هجمات ضد ألمانيا ومصالحها»، بعد التقاط إشارات تكررت فيها أسماء مدن ألمانية في إطار ذكر أسماء مدن أوروبية نُفذت فيها تفجيرات، مثل باريس ولندن وبروكسيل. وقال لصحيفة «دي فيلت أم زونتاغ» إن الوضع الأمني «خطر جداً»، مستدركاً أن لا علم لديه الآن ب «خطط ملموسة لشنّ هجمات إرهابية في ألمانيا». وأضاف أن جهازه يقدّر عدد الإسلاميين الإرهابيين المشبوهين في ألمانيا ب1100 شخص، يُضاف إليهم حوالى 8650 سلفياً، محذراً من أن «العدد يتزايد يومياً». وأبدى قلقاً لوقوع لاجئين تحت السن القانونية في شرك مجموعات متطرفة وإرهابية. وأشار إلى مقتل حوالى 130 من بين أكثر من 800 شخص تعلم أجهزة الأمن أنهم سافروا من ألمانيا إلى سورية والعراق في السنوات الماضية. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسبانية أنها عثرت على مخبأ أسلحة وعلم محلي الصنع ل «داعش» في سبتة، وهي جيب إسباني في المغرب. وأضافت أنها تحقّق لمعرفة هل هناك صلة للأمر مع متشددين.