وسّعت دول أوروبية حملتها على شبكات إرهابية يُرجّح ارتباطها بتفجيرات بروكسيل التي أوقعت 31 قتيلاً وأكثر من 300 جريح الثلثاء الماضي. واعتقلت بلجيكا 9 أشخاص منذ الخميس، أحدهم كان يحمل حقيبة تحوي متفجرات، فيما أفادت معلومات بأن ألمانيا أوقفت شخصين. وأعلنت فرنسا «إحباط» مخطط لهجوم على أراضيها، بعدما احتجزت شخصاً الخميس. (راجع ص7) وتصدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاتهام الحكومة البلجيكية بالتقاعس في مكافحة الإرهاب، اذ دافع عن سجلّها في هذا الصدد، متعهّداً زيادة الولاياتالمتحدة مساعدتها لبروكسيل ودول الاتحاد الأوروبي، لمواجهة المتشددين. وأعلنت النيابة العامة الفيديرالية في بلجيكا اعتقال ثلاثة أشخاص في العاصمة، اثنان منهم أُصيبا برصاص في أرجلهما، وذلك خلال عملية في منطقة سكاربيك وضاحيتَي فوريست وسان جيل. وبثّ التلفزيون الرسمي البلجيكي أن واحداً من الثلاثة كان يحمل حقيبة تحوي متفجرات. ونقلت عن شاهد أن فتاة عمرها نحو 8 سنوات، كانت مع الرجل. ووضعت النيابة اعتقال الثلاثة وتفتيش شقتين «في إطار ملف الإرهاب المتصل بتوقيف رضا كريكت» في فرنسا الخميس. وأضافت أن الموقوفَين في فوريست وسان جيل هما توفيق أ. وصلاح أ.. وأعلن مدعون إطلاق ثلاثة من ستة أشخاص اعتُقلوا الخميس، فيما أكدت النيابة أن اختبارات الحمض النووي أثبتت أن نجم العشراوي كان أحد الانتحاريَّين اللذين فجرا نفسيهما في مطار بروكسيل الثلثاء. وأضافت انه متورط بتفجيرات باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مشيرة إلى العثور على بصمته الوراثية في «قطعة قماش» استُخدمت خلال الهجوم على مسرح باتاكلان حيث قُتل 90 شخصاً، وعلى حمضه النووي على قنبلة في «ستاد دو فرانس». وبثّ التلفزيون البلجيكي أن شخصاً سابعاً اعتُقل في حي فوريست، فيما أوردت مجلة «در شبيغل» أن الشرطة الألمانية اعتقلت شخصين يُشتبه في صلتهما بمنفذي هجمات بروكسيل. وكان وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أعلن أن توقيف رضا كريكت الخميس أفشل «مخططاً لتنفيذ اعتداء في فرنسا كان في مرحلة متقدمة»، وذلك إثر تمكّن الشرطة من دهم مبنى في منطقة أرجانتوي الباريسية، حيث عُثر على ترسانة أسلحة ومتفجرات. وتحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «تحقيق نتائج في العثور على إرهابيين»، مستدركاً: «نعلم أن هناك شبكات أخرى. ولو أننا نقترب من القضاء على الشبكة التي ارتكبت تفجيرات باريسوبروكسيل، ما زال التهديد قائماً». وبعدما أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجيرات بلجيكا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره لندن) بأن خطيباً شرعياً بارزاً في التنظيم في مدينة الرقة السورية توعّد الغرب ب «غزوات مشابهة لغزوتَي باريسوبروكسيل». وأعلنت الشرطة الدولية (الإنتربول) أنها تساعد بروكسيل في ملاحقتها الإرهابيين، فيما تحدث وزير الداخلية البلجيكي جان جومبون عن «إهمال» لدى الشرطة، إذ لم توقف إبراهيم البكراوي بعدما أبعدته تركيا صيف العام 2015 إلى بلجيكا عبر هولندا. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومات الأوروبية ب «العجز». إلى ذلك، أعلنت واشنطن مقتل أميركيَّين وفقدان آخرَين بتفجيرات بروكسيل، فيما ذكرت عائلة شقيقَين هولنديَّين يقيمان في نيويورك أنهما قُتلا في الهجمات. وذكرت وكالة الطاقة النووية في بلجيكا أنها سحبت شارات دخول من موظفين، ومنعت دخول آخرين، وسط مخاوف من احتمال أن تكون محطات ذرية هدفاً لهجمات إرهابية. تزامن ذلك مع تحذير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو من أن «الإرهاب يتوسّع، ولا يجوز استبعاد إمكان استخدام مواد نووية» في هجمات. وحض على «إبداء اهتمام متزايد بتعزيز الأمن النووي».