تتمتع مؤسسة «بطرس انترناشيونال» بموقع متقدم في مجال الإبداع العربي وأسلوب الطباعة والخط والتصميم، فضلاً عن الدعم الّذي توفره لأجيال المستقبل من المصممين من خلال مبادرات تعليمية مبتكرة. وعقدت المؤسسة من 9 إلى 13 نيسان (أبريل) الماضي مؤتمرها الإبداعي العربي الأول دعماً لقطاع التعليم. وشارك فيه طلاب الفن والتصميم في الجامعة الأميركية في الكويت. وتضمّن محاضرات مكثّفة وجلسات عمل تطبيقية نظمت بالتعاون مع الأستاذتين في الجامعة مرسيلا أ. كولشيتسكي وشارن أورليانز لورانس. ووظفت مؤسسة «بطرس انترناشيونال» معارفها لجمع فريق مختار من الإختصاصيين. فإضافة إلى الفريق العالمي للمؤسسة المؤلف من مراد وأرليت بطرس، لبى الدعوة محاضرون آخرون منهم مصمم الخط العالمي دايف فاري وجورج قندلفت الصحافي المتخصص في تكنولوجيا المعلومات وتصميم مواقع النشر العربية والفنان والنائب الساق للرئيس الأكاديمي لجامعة لندن متروبوليتن روبن هازلوود والمصور أنطوني داوتن. وتطرّق مراد بطرس إلى نواحي الخط العربي والتصميم والابتكار. وأظهر للطلاب المراحل التاريخية المختلفة التي مرّ بها الخط والطباعة العربيين والعلاقة بين الماضي وعالم الاتصالات اليوم. وشملت محاضرته الخط التقليدي والتصميم الإبداعي وتصميم الشعارات وتحويلها فضلاً عن استخدام أسلوب الطباعة العربية في ما يتعلق بالمعادلات اللاتينية والترجمة العربية وحقوق النشر العربية واللهجات في مختلف البلدان. كما تناول العرض حالات تاريخية تبرز استعمال اللغة العربية في وسائل الإعلام من الصحافة إلى الإعلان مروراً بالإعلام الرقمي والمقروء. كما قدّم مراد محاضرة مشتركة مع دايف فاري حول تصميم الصحف اللاتينية والعربية. وكان المفهوم الرئيس في محاضرة فاري «انواع العائلات وكيفية الانسجام معها» مدخلاً لاستعمال أنواع العائلات وإفادتها للمصممين والطباعيين. وأبرز العلاقة بين الأنماط المختلفة من الخط ومشتقاتها للدلالة على حسناتها في المساعدة على التوضيح والمرونة في الاستعمال اللغوي المتعدد. وكشف قندلفت في محاضرته «الطباعة العربية على شبكة الإنترنت» كيف يسعى مصممو الشبكات اللاتين للمحافظة على اتساق صفحات الشبكة عبر مختلف المنصات (ماكنتوش ولينكس وويندوز). ومن خلال جداول معادلة الخط، أظهر قندلفت أن القليل متوافر للمصممين العرب بما يتعلق بالخطوط وأظهر للطلاب كيفية الاستفادة القصوى من الوضع من خلال بناء جداول معادلة لهذه الخطوط عبر المنصات الثلاث. وشدد على إستخدام الأرقام المشرقية (الهندية) في النشر بدلاً من الأرقام المغربية (العربية) كون الأولى مصممة كجزء لا يتجزأ من أطقم الحروف العربية وبالتالي أكثر تناغماً مع النصوص العربية. وتمحور عرض روبن هازلوود «لوحات» حول الإلهام والإبداع. وعرض كيف ينمو الإلهام ويتطور الإبداع الاستكشافي من خلال أعماله التي تتمحور حول الألوان المائية، وكيف تناسب هذه العملية مجالات التصميم. وناقش التأثيرات والآراء والتحفيزات البصرية التي تطلق الهام الفنانين. ولا يقل عنها أهمية الوسيط أو الوسيلة المستخدمة في عملية إنتاج عمل فني جديد من رسم أو كلمات أو موسيقى. تلا ذلك عرض لمراد بطرس حول استخدام الخط العربي في الرسم. ودعا انطوني داوتن في محاضرته «الطباعة في التصوير الفوتوغرافي»، الطلاب للاسهام في إنتاج صور تكون كليتها (اذا جمعنا الكتابة والتصوير) أعظم من أجزائها. وعرض لمحة تاريخية عن تأثير مصور الثلاثينات ووكر ايفنز. وانتقيت رسوم وأمثلة مؤثرة من مصورين معاصرين كدوين ميكل وجيف وولين وجيم غولدبيرغ للتأكيد على أن الحاجة إلى التعاون هي أساسية في العصر الرقمي للمحافظة على سلامة الصورة الفوتوغرافية. واعتبرت البروفسورة لورنس المؤتمر فرصة هائلة أتيحت لطلابها. وقد حفّز مؤسسة بطرس إنترناشيونال على البحث عن وسائل جديدة لاستقدام اختصاصيين للجيل الجديد من المصممين والفنانين والخطاطين. لذا تسعى إلى تنظيم مؤتمرات أخرى في ضوء حاجات الجامعات الرائدة في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى.