كشف 33 متحدثاً ومشاركاً في مؤتمر التعليم الإبداعي في المملكة الذي انطلق أمس، ويختتم أعماله اليوم، أن البرامج التقنية على رغم فوائدها التعليمية لإيصال المعلومة في المدارس بأقل جهد وأقصى فائدة مع استفاضة في المعلومة، الا أنها لا تزال تختزل الكثير من السلبيات منها غياب التفاعل الفعلي مع المتعلم، وصعوبة ترسيخ القيم الوطنية والتربوية للطالب، وغياب القدوة. وأوضح عدد من المتحدثين ل«الحياة»، أن التقنية أسهمت في تحسين جودة التعليم في المملكة، اضافة الى دورها في خفض ازدحام بعض الفصول الدراسية، الا أنها ما زالت تفتقر للدور الانساني، خصوصاً تجاهلها لحاجات ذوي التربية الخاصة. ولفت المدير العام للتقنية في وزارة التعليم طلال المغربي إلى أن التعليم الالكتروني يشكل تحدياً للعملية التعليمة، إذا أخذ بشكل محتوى فقط، مشيراً الى أن بعض الدارسين يظن أنه بمجرد تحويل الكتب الى صيغة «بي دي اف» تحولنا الى نظام الكتروني، من دون المامه بالأرضية اللازمة لتفعيل التعليم الرقمي. وبين أن التعليم الالكتروني دوماً بحاجة لعدد من الوسائل التوضيحية الداعمة التي لا تتوافر الا بوجود بنية تحتية مميزة لهذا النمط من التعليم، مشيراً الى أن المعلمين بحاجة للتطوير المستمر، وتوفير أكاديميات افتراضية تؤهل الملتحقين منهم بسلك التدريب عبر «الانترنت». من جهته، قال مدير مشروع المحتوى الوطني في وزارة التعليم يوسف الشويمان: «إن تطبيق التعليم التقني في المدارس السعودية بحاجة الى توافر المعدات والأجهزة، والبنية التحتية، والتدريس والتأهيل، والمحتوى التعليمي، مع ضرورة توافر الأنظمة والتشريعات»، وأضاف: «وزارة التعليم طورت الكتب المدرسية الى تفاعلية بعد أن جهزت تطبيقات لتحميل الكتب الدراسية، وانتاجها مواد رقمية، وأوجدت طرقاً لحل الاشكالات التقنية». ولفت الى أن بعض الدارسين ينادي باستخدام الأجهزة اللوحية في المدارس السعودية، من دون ادراكه أن استخدام الأجهزة اللوحية يجب أن تسبقها مهارات ورقية، كما أن معظم برامج التقنية العالمية تكون بلغة غير العربية ما يصعب العملية عند تطبيقها في السعودية. من جانبه، قال الرئيس شركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد الزغيبي: «إن اطلاق باقة قنوات «عين» التعليمية في السعودية بدروس نموذجية للطلاب يعد استجابة للطلاب الذي يصعب عليهم الوصول حتى للإنترنت»، مشيراً الى أن أي ولي أمر مسجل عبر بوابة «عين» الالكترونية يمكنه الاطلاع على جميع الكتب الموجودة والاستفادة من الخدمات التعليمية التي نقدمها. وأشار الى أن قناة «عين» تبث دروساً مسجلة، ودروساً افتراضية لجميع المراحل التعليمية المدرسية في السعودية، مشيراً الى أن المعلمين والمشرفين التحقوا بدورات تدريبية قبل توظيفهم في برامج الدروس الافتراضية ليكونوا على دراية بهذا النوع من التدريب. يذكر أن السعودية تستثمر 57.9 بليون دولار في المشاريع التعليمية المستقبلية، كما تجري تقويماً مستمراً لتحسين برامجها التعليمية في المدارس والجامعات.