يبدأ «الحرس الثوري» غداً مناورات عسكرية «ضخمة» في جنوب شرقي إيران، على الحدود مع باكستان، في وقتٍ كرّرت طهران أن قدراتها الدفاعية «ليست موضع تفاوض»، ودعا مرشد الجمهورية علي خامنئي إلى «تعزيز الهوية الفريدة» للقوات المسلحة الإيرانية، وقدراتها العملانية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة وشركاءها تُبلغ إيران أنها «مستعدة لإعداد ترتيب جديد لإيجاد تسوية سلمية» لنزاعات في المنطقة. واستدرك أن على طهران أولاً أن توضح للجميع أنها مستعدة لوقف الإطلاق الاستفزازي لصواريخ باليستية. وعلّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «تدرك أميركا أن القدرات الصاروخية والدفاعية الإيرانية ليست موضع تفاوض، ولن يكون هناك اتفاق على القضايا الدفاعية». واعتبر أن تصريحات كيري «بلا أساس»، وأضاف: «إذا كانت الإدارة الأميركية جدية في ما يتعلّق بالقضايا الدفاعية، عليها أن تخفّض مبيعات الأسلحة التي تتدفق على المنطقة». وحضّ واشنطن وحلفاءها على تبنّي «نظرة أكثر جدية إلى قضايا المنطقة، وعدم توريط نفسها والعالم بسياساتها وبرامجها الخاطئة والخطرة، بدل كيل اتهامات بالية وواهية ضد إيران». في السياق ذاته، شدد خامنئي على أن «القوات المسلحة لا تعمل من أجل شخص ولا من أجل حزب أو فئة، بل هي ملك للجميع، وعليها أن تكون حصناً آمناً للشعب ومدافعاً عن الأمن القومي والعام للبلاد». ودعا لدى لقائه قادة «الحرس الثوري» إلى «تعزيز الهوية الفريدة» لهذه القوات، و»تعزيز قدراتها العملانية وحوافزها المعنوية». إلى ذلك، أعلن قائد القوات البرية في «الحرس» الجنرال محمد باكبور أن قواته ستبدأ غداً «مناورات ضخمة» تستمر ثلاثة أيام، في أربع محافظاتجنوب شرقي إيران. وأشار إلى أن وحدة أُسِّست حديثاً للمروحيات في القوات البرية ل «الحرس»، ستشارك في المناورات التي تستهدف «الحفاظ على جاهزية القوات الإيرانية في مواجهة التحديات الإرهابية والأمنية». واتهم باكبور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ب «محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في إيران. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم القضاء في إيران غلام حسين محسني إيجئي «إصدار لائحة اتهامات ل48 متهماً في ملف الهجوم على السفارة السعودية في طهران». وأضاف أن «هذا الملف كان أمنياً، وكان من الأهمية بحيث استُكملت كل مراحله حتى إصدار لائحة الاتهامات، في غضون 70 يوماً». وألمح إلى تبادل آخر للسجناء بين طهرانوواشنطن، يشمل الأميركيَّين من أصل إيراني باقر وسيامك نمازي، المحتجزين في طهران، وأحمد شيخ زاده، وهو مستشار لدى البعثة الإيرانية في الأممالمتحدة، أوقف الشهر الماضي لاتهامه بانتهاك العقوبات المفروضة على طهران وغسل أموال. وسُئل محسني إيجئي في هذا الصدد، فأجاب: «سمعت كلمات من هنا وهناك، على رغم أن القضاء لم يتسلّم أي طلب رسمي». على صعيد آخر، أعلن إيجئي أن شهيندخت مولاوردي، نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، «أُمِرت رسمياً بالمثول أمام محكمة»، لاتهامها ب «نشر معلومات كاذبة». وكانت ذكرت أن جميع الرجال في إحدى بلدات محافظة سيستان وبلوشستان المحاذية لباكستان، أُعدموا بعد إدانتهم في جرائم مخدرات.