اجتاحت موجة من الأمطار والسيول بعض مناطق السعودية ومحافظاتها خلال اليومين الماضيين، وخلفت ثلاث وفيات، إضافة إلى فيضان سدود، وغرق طرق، وجرف واحتجاز مركبات. ففي منطقة الباحة، تلقت مديرية الدفاع المدني 1280 بلاغاً بسبب السيول والأمطار، حول احتجاز مركبات، ومداهمة سيول لمنازل ومواقع تجارية، وانقطاع بعض الطرق الترابية، وانهيارات صخرية. وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال مفقود وادي البيضاني (45 عاماً) وابنيه (سبعة وثمانية أعوام) متوفين، بعد أن جرفتهم السيول إلى وادي القرنطة، بعد عملية بحث استمرت 15 ساعة. وفاضت تسعة سدود هي: جرب ومعشوقة والملد والضحيان والطلقية والحلية ومدهاس وعليب، في حين تم إغلاق عقبتي حزنة وقلوة، وإلغاء جميع الرحلات المسائية في مطار الباحة. وشهدت محافظة الطائف هطول أمطار غزيرة شملت جميع الأحياء، وأنقذت فرق الدفاع المدني 46 شخصاً، كما بلغ عدد السيارات التي تم فك احتجازها وإخراجها إلى مواقع آمنة 77 سيارة. وسعت أمانة الطائف، عبر بيان صحافي، إلى التخفيف من آثار الأمطار، وقالت: «هطلت عصر (الخميس) أمطار غزيرة جداً مصحوبة بالبرد على محافظة الطائف، سالت على إثرها الأودية والشعاب، وقد تكوّن نتيجة ذلك بعض التجمعات المائية في المواقع غير المخدومة بشبكة تصريف مياه الأمطار والسيول، وأيضاً التي لم تستكمل مشاريعها مثل ميدان المئوية وشوارع شهار والجيش وتهامة». غير أن غالبية المتضررين من الأمطار يعتزمون تقديم شكوى ضد الأمانة والمطالبة بالتعويض، إذ كشف عمدة حي العقيق عبدالرحمن الغريبي خلال حديثه إلى «الحياة» عن اجتماع عقده مع المتضررين من سكان الحي، وتمت صياغة خطاب الشكوى التي سيقدمها عدد منهم إلى محافظ الطائف غداً، مهدداً باللجوء إلى ديوان المظالم في حال عدم تجاوب المحافظ مع هذه الشكوى، وتشكيل لجان لحصر الأضرار وتقدير التعويض، فهذا هو المأمول. وفي منطقة عسير، عزلت الأمطار قرى شرق وادي ترج عن أقرب خدمات منها، ما دفع أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بالتوجيه لإيصال مساعدات عاجلة إلى تلك القرى، وتم تقديم المساعدات من مؤن غذائية أساسية لقرى شرق وادي ترج، إذ تم إيصال 722 سلة غذائية متنوعة إلى 10 قرى، من خلال الفرق الأرضية وبالتنسيق مع محافظة بيشة والدفاع المدني وفرع وزارة المالية. وباشرت مديرية الدفاع المدني 133 حالة احتجاز مركبات في سيول أو تجمعات مياه، كما تم إنقاذ 100 حالة أخرى بسبب تجمع مياه في مواقع مختلف.