المصرية، التي عُقدت في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة أمس، بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي، اتفاقات مهمة سياسية ولوجستية واقتصادية، واتفقا على «أهمية مجابهة محاولات التدخل كافة في الدول العربية»، ضمن مناقشاتهما القضايا الإقليمية المُلحة في اليمن وسورية وليبيا، وأقرا الشروع في تنفيذ جسر بري للربط بين البلدين، وهو الأمر الذي أعلنه خادم الحرمين في كلمته عقب انتهاء المحادثات، واقترح السيسي تسمية الجسر ب «جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز»، ليكون أول ربط بري بين قارتي آسيا وأفريقيا. وشهد خادم الحرمين والرئيس المصري توقيع 17 اتفاقاً ومذكرة تفاهم بين البلدين، أبرزها اتفاق «ترسيم الحدود البحرية»، التي وقعها عن الجانب السعودي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعن الجانب المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وعلى إنشاء «جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز» في مدينة الطور ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء. وعقدت أمس جلسة محادثات موسعة بين وفدي البلدين برئاسة الملك سلمان والرئيس السيسي، وبعدها قلّد السيسي الملك سلمان «قلادة النيل»، وهى أرفع وسام مصري. وقال خادم الحرمين في كلمة بعد المحادثات: «اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية، نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين الى العالم». وقال: «إننا فخورون بما حققناه من إنجازات على الأصعدة كافة والتي جعلتنا نعيش اليوم واقعاً عربياً وإسلامياً جديداً تشكل التحالفات أساسه، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب شمل 39 دولة هو الأقوى في تاريخ أمتنا الحديث». من جانبه، رحب السيسي بالملك سلمان، مؤكداً أن الزيارة «تأتي توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وترسي أساساً وطيداً للشراكة الاستراتيجية بين جناحي الأمة العربية: مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية، بما يعكس خصوصية العلاقات». وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، إن السيسي أكد خلال المحادثات أن الزيارة «ستساعد في تحقيق نقلة نوعية في التعاون بين البلدين»، مشدداً على «حرص مصر على مواصلة التشاور والتنسيق مع السعودية إزاء القضايا الإقليمية والدولية... وهو ما يتطلب تعزيز وتفعيل التضامن والعمل العربي المشترك على جميع المستويات بما يمكّن الدول العربية من التصدي لما تتعرض له من تحديات إقليمية وخارجية». وأضاف المتحدث أن الملك سلمان أشار إلى ما تتمتع به مصر من مكانة خاصة لديه بوصفها بلد الحضارة والعلم والثقافة، مشيداً بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين البلدين، والتي تصب في خدمة الشعبين الشقيقين، كما أكد أهمية دور مصر في دعم الأمن القومي العربي ومقاومة الإرهاب. وأشاد العاهل السعودي بالخطوات التي اتخذتها مصر لاستكمال خريطة المستقبل ومواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف، ما يجعل البلدين حصناً منيعاً للأمتين العربية والإسلامية. وقال إن المحادثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع على الساحة العربية، حيث شهد اللقاء «توافقاً حول أهمية مجابهة محاولات التدخل كافة في الدول العربية»، وتناول الجانبان التطورات في اليمن، وأكدا أهمية دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية تُنهي الصراع القائم في اليمن وتصونه من محاولات التدخل في شؤونه الداخلية والمساس بأمنه واستقراره والنيل من مؤسساته الشرعية. وعن سورية، أكد الجانبان أهمية دعم المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف، ومساندة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة السورية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري. وعن ليبيا، أكد الطرفان أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار فيها ودعم حكومة الوفاق الوطني ومؤسسات الدولة. وأكد الجانبان أيضاً دعمهما حلاً شاملاً وعادلاً للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، بما يُحقق تطلعات الشعب الفلسطيني لإنشاء دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ومن المفترض أن يكون خادم الحرمين قد استقبل في مقر إقامته في القاهرة أمس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني.