حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال زيارته البحرين أمس، إيران على «مساعدة» المجموعة الدولية في وقف النزاعين الإقليميين في سورية واليمن، في زيارة هي الأولى لوزير خارجية أميركي للمنامة منذ 2010. واستقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة كيري، مؤكداً أن زيارته «منعطف هام في تاريخ منطقتنا والعالم، وتؤكد أهمية الشراكة التاريخية المتجذرة بين البحرينوالولاياتالمتحدة، والعلاقة التي لم تكن وليدة اتفاقات بين الحكومات ولكن من خلال الصداقة بين الشعوب، فهي تعود إلى عام 1893 حينما قامت مجموعة من الأميركيين الشجعان بالسفر إلى بلاد نائية وأنشأوا فيها مستشفى ما زال يقدم خدماته لشعبنا حتى يومنا هذا. وخلال العقود التي أعقبت ذلك، ازدهرت العلاقة وأصبحت اليوم تشمل العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية المستمرة في التطور عاماً بعد عام. وفي أواخر الأربعينات من القرن الماضي رحبنا بإنشاء القوة الأميركية للشرق الأوسط في البحرين، وهي عبارة عن مرفق بحري صغير لتقديم الدعم اللوجستي والاتصالات للقوات البحرية في المنطقة، فكان حجر الأساس في بناء التعاون الأمني مع البحرين والمنطقة برمتها. وعلى مدى السنوات تطورت علاقاتنا الأمنية لتصبح كما هي عليه الآن، حيث يؤدي الأسطول الأميركي الخامس ومقره المنامة، دوراً محورياً في تأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي». أما تصريحات كيري، فجاءت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي قطعت حكومته مطلع السنة علاقاتها مع إيران، فندد ب «الأعمال المزعزعة للاستقرار» التي تقوم بها إيران في المنطقة، مشيداً في الوقت ذاته، بالاتفاق التاريخي حول الملف النووي الذي أبرم بين القوى الكبرى وطهران في تموز (يوليو) 2015. ودخل حيز التنفيذ في كانون الثاني (يناير) وأدى إلى رفع العقوبات عن إيران يعتبر إنجازاً ديبلوماسياً لإدارة الرئيس باراك أوباما. ويشارك كل دول مجلس التعاون، باستثناء عمان، في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن منذ آذار (مارس) 2015 ضربات ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن بهدف دعم الحكومة. كما أن دول الخليج تدعم فصائل المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدء النزاع في 2011. وتعتبر إيران -إلى جانب روسيا- -أبرز حليف للنظام. وقال مسؤول أميركي إن كيري سيبحث مع نظرائه الخليجيين «بعض المسائل الإقليمية الحساسة، لا سيما اليمن وسورية والوضع في العراق ولبنان وأماكن أخرى في المنطقة». ودعا إيران إلى المساعدة في «تغيير الدينامية في هذه المنطقة للتمكن من الخوض في نشاط اقتصادي كامل». وشنت السعودية والبحرين والإمارات غارات على «داعش» في سورية في إطار التحالف العسكر الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقال المسؤول الأميركي: «نحن راضون عن مستوى الدعم الذي نتلقاه من دول الخليج في شكل عام».