خلال متابعة تلفزيونية سريعة خلال أسبوع، شد بعض البرامج الانتباه إما لضعفه أو لابتكاره أو لقدرته على إثارة الفضول، ولو أنه فضول لا يتجاوز في العادة دقائق عدة. لن نحدد هنا ما يندرج تحت التصنيفات السابقة مما سيرد لاحقاً فهذا متروك للقارئ. توقفنا عند ريبورتاج في برنامج «سكووب»، على «إم بي سي»، وكان عن تواجد الممثل خالد النبوي في مهرجان «كان». فعدا عن الكلام المبالغ فيه من قبل المذيعة عن «روعة» الممثل «أنت في العالم العربي توب توب توب» (نعم، هكذا قيلت ثلاث مرات)، و «الطوشة» التي صاحبت اللقاء و «ياي، ياي» والقفز من مكان الى آخر طوال الوقت، فإن كل ما أمكن إدراكه هو أن فيلماً يشارك فيه الممثل سيعرض في المهرجان، أما كيف وأين ولمَ؟ فلم يترك المجال للمشاهد ليفهم حقاً ما يجرى ولا للضيف ليشرح. ولنبقَ في المحطة ذاتها مع «كلام نواعم» واللقاء مع مخرجة عُمانية. يذكر هذا البرنامج بالزيارات النسائية التي تتم في بلادنا حيث تُفتح عشرات المواضيع وتدلي كل واحدة بدلوها، وهذا حين تتاح لها فرصة الكلام ولا تتم مقاطعتها، ويجرى تنافس لقول الأكثر تأثيراً، لنخرج في الختام من دون أن يعلق شيء من الحديث في البال ومن دون أن يترك المجال لأي واحدة لتطور فكرتها. كان مؤسفاً في هذه المقابلة مع تلك الشابة، التي كان لديها ما تقوله عن «النقاب والعقاب»، ألا نسمع منها الكثير ليبتر في النهاية كلامها بطريقة مفاجئة قبل أن تتمنى لها المذيعة مستقبلاً زاهراً وتودعها! يجب التأكيد على أن ما يقال هنا لا يعني أننا ضد «النواعم» وكلامهن فما يجرى في «الاتجاه المعاكس» على الجزيرة مشابه لما يجرى معهن. أما الدراما التركية، كمان وكمان... فخصصت لها اكثر من حلقة في «نقطة تحول» على اعتبار أن حضورها على الشاشات العربية كان نقطة تحول لهذه الشاشات (!) لن تفوتنا هنا الإشادة بمقدم هذا البرنامج واتزانه وتركه المجال لضيوفه بالكلام حتى الانتهاء من عباراتهم، ولكن ألا تكفينا كل هذه المسلسلات التركية التي تلاحقنا أين ما حططنا، ألا يكفي عبورها صبحاً وظهراً ومساء حتى تبدأ البرامج أيضاً بتخصيص الحلقات للكلام عنها؟ في الزمان الماضي، نشرت مجلة «صباح الخير» المصرية، وكانت في أيام عزها كاريكاتيراً لصلاح جاهين عن أغنية «جانا الهوا... واللي شبكنا يخلصنا» لعبدالحليم حافظ، والتي كانت آنذاك تملأ الدنيا بحيث لم يكن بالإمكان إدارة المذياع أو التلفزيون من دون الوقوع عليها. رسم جاهين كاريكاتيراً يقول فيه واحد للآخر «صحيح انها حلوة، بس اللي شبكنا يخلصنا... بأه من الأغنية دي»، فعلى الذي شبكنا بالمسلسلات التركية أن يخلصنا ويرحمنا.