بلغ الحكمة والشانفيل نهائي كأس لبنان لكرة السلة، آخر مسابقات الموسم، والتي تحمل إسم الراحل أنطوان شويري تكريماً لعطاءاته في حقل اللعبة عموماً والحكمة خصوصاً بعد ترأس النادي 12 عاماً وصنع أمجاده المحلية والعربية والآسيوية. وخرج الرياضي بطل لبنان والأندية العربية وثالث آسيا، خصم الحكمة "تاريخياً" بخسارته أمام الشانفيل. وستقام المباراة النهائية الأثنين في مجمّع الرئيس فؤاد شهاب في جونيه (شمال بيروت)، علماً أن المسابقة تقام من دون مشاركة لاعبين أجانب. ولا بدّ من الإشارة إلى أن جمهور الحكمة هو الوحيد الذي حضر بين جماهير الفرق الأربعة، في خطوة تدلّ عن وفاء لشويري، وقد كان جله من طلاب مدارس الحكمة ومعاهدها إلى جانب بعض الأساتذة وهو تدبير اتخذته إدارة النادي التي ستعطي دائماً الأولوية لهذه النوعية من الجمهور لمنع الهتافات غير الرياضية في الملاعب. في المباراة الأولى، عاد قائد منتخب لبنان فادي الخطيب إلى فريقه الأساسي الشانفيل بعد أن شارك الرياضي استحقاقي العرب وآسيا، فجرّد الأخير الكأس التي انتزعها في العام 2008 من أبناء ديك المحدي، فيما لم تقم المسابقة في الموسم المنصرم بسبب ضيق الوقت. وقاد الخطيب (26 نقطة و14 متابعة) وغالب رضا (14 نقطة) فريق المدرب غسان سركيس لرد اعتباره من فريق المدرب فؤاد أبو شقرا (6964)، بعدما كان الرياضي أحرز لقب بطولة لبنان للموسم السادس توالياً بفوزه على الشانفيل تحديداً بثلاثة انتصارات في السلسلة النهائية. ونجح بطل لبنان في تحويل تأخره بفارق 22 نقطة في الربع الثاني (44 22) إلى تقدم (6160) قبل 5 دقائق على النهاية بثلاثية لجو فوغل (12 نقطة و22 متابعة)، وبعد استفاقة جيدة لعلي فخر الدين (15 نقطة 11 متابعة) قبل أن يتعرّض علي محمود (11 نقطة) لإصابة أجبرته على مغادرة الملعب. فنياً جاءت المباراة ضعيفة وكثرت فيها الأخطاء من الطرفين، لكن الشانفيل كان الأفضل واستحق الفوز بعدما تفوق في المتابعات الهجومية واستفاد من مقعد احتياطه فضلاًَ عن تعامله بهدوء مع حالة انعدام التوازن التي مرّ بها في الربع الثالث ومطلع الربع الأخير. وبرز في صفوفه إلى جانب الخطيب ورضا لاعب الارتكاز نديم حاوي وايلي اسطفان وكلاهما التقط 11 متابعة. فيما تصدّر صانع العاب الرياضي رودريغ عقل التمريرات الحاسمة (10) ولم تنفع الثلاثيات الخمس التي سجلها عمر الترك (18 نقطة) في تجنيب فريقه الخسارة. وفي المباراة الثانية، وبعد مخاض عسير ابتسمت المجريات للحكمة الذي صنع أمجاد لعبة كرة السلة بقيادة شويري حيث احتاج الحكمة إلى ثلاثة أشواط إضافية لتجاوز المتحد طرابلس (8983) بعد التعادل (6262) و(7272) و(7676). وتقدّم الحكمة على مدار الأرباع الثلاثة الأولى إلى أن انتزع المتحد المبادرة للمرة الأولى بثلاثية لمحمد إبراهيم (6059) قبل دقيقة ونصف ثم استعاد روي سماحة المبادرة لفريقه، لتحمل الدقيقة الأخيرة مجريات دراماتيكية عجيبة غريبة، أفلت خلالها التحكم من اللاعبين بعدما كثرت أخطاؤهم بسبب تسرعهم لا سيما تسديدة في غير محلها لروني أبو جودة ومحاولة «دنك» فاشلة لمحمد فحص أضاعت سلة أكيدة لفريقه، فيما أهدر رالف عقل وروني أبو جودة وروي سماحة رميات حرة، استغلها باسل بوجي لإدراك التعادل على "بازار" الوقت الأصلي. ولم يخل الوقت الإضافي من مجريات مشابهة مع ارتفاع حدة الاعتراضات على التحكيم وخروج باسم بلعة بالأخطاء الخمسة قبل أن يأخذ نديم سعيد الأمور على عاتقه في الربع الوقت الإضافي الثالث ويسجل 5 نقاط متتالية، وقبل أن يطلق دايفيد ديريغيان رصاصة الرحمة على سفير الشمال معيداً إياه إلى دوامة الإخفاقات المحلية. وافتقد الحكمة قائده جو غطاس فيما جلس صباح خوري الذي سيدافع عن ألوان القلعة الخضراء على مقاعد الاحتياط. وفي الأرقام سجل للفائز روي سماحة (20 نقطة و16 متابعة)، ونديم سعيد (20 نقطة و10 متابعات) وباتريك بو عبود (8 نقاط و17 متابعة) ودايفيد ديريغيان (11 نقطة و7 متابعات). وحصد الحكمة 9 ثلاثيات مقابل 10 للخاسر الذي برز في صفوفه محمد إبراهيم بثلاثية مزدوجة «تريبل دابل» (19 نقطة و14 متابعة و13 تمريرة حاسمة) وأضاف محمد فحص (17 نقطة و14 متابعة) وايلي رستم (15) وباسل بوجي (14 نقطة و11 متابعة) وباسم بلعة (13). وأجريت المباراتان على وقع حديث "متقاقم" عن "فرط" قريب جداً للجنة الإدارية لاتحاد السلة برئاسة بيار كاخيا، قيل أن التريث لإطلاق رصاصة الرحمة جاء إحتراماً لفقيد كرة السلة التي تحمل المسابقة إسمه. وكان روّج قبل ايام أن ثماني استقالات ستقدّم في الساعات المقبلة. وأول الغيث العلني صدر عن نائب رئيس الاتحاد محمد أبو بكر الذي عزا استقالته "إلى فقدانه الثقة بالاتحاد نتيجة تراكم الأخطاء الاستنسابية في تطبيق القوانين". والمفارقة في هذا المجال، استحقاق بطولة العالم بدءاً من 28 آب (أغسطس) المقبل في تركيا، الذي ينتظر منتخب لبنان والمدعو لمباشرة استعداده بدءاً من الثلثاء تحت قيادة النيوزيلندي توماس بالدوين.