تحولت أنواع من السيارات اليابانية والفرنسية، وزعتها الحكومة العراقية على مسؤولين في أجهزة الأمن مطلع العام الجاري، الى أهداف للجماعات المسلحة، لا سيما تنظيم «القاعدة»، اغتيل فيها العشرات خلال الشهور الخمسة الماضية. ورداً على سؤال عن تزايد عمليات الاغتيال التي يتعرض لها ضباط في أجهزة الأمن والاستخبارات، قال ضابط كبير: «الحمد لله أن السيارة التي استخدمها ليست «نيسان» اليابانية أو «بيجو» الفرنسية». وقال اللواء الركن، طالباً عدم نشر اسمه في تصريح الى «الحياة» أن «توحيد سيارات أجهزة الأمن خطير جداً، إذ قضت هذه الخطوة على عدد من الكفاءات المهمة في وزارتي الداخلية والأمن الوطني». وأضاف: «خلال شباط (فبراير) الماضي، نُفذت 27 عملية اغتيال ضد مسؤولين أمنيين، 11 منها باستخدام العبوات اللاصقة، و16 بأسلحة كاتمة للصوت. وفي آذار (مارس) الماضي، نُفذت 37 عملية، 11 منها بعبوات لاصقة و26 بكواتم صوت. وفي نيسان (أبريل)، نُفذت 46 عملية بينها 20 بعبوات لاصقة، و26 بكواتم صوت. وفي أيار (مايو) الماضي، نُفذت 94 عملية اغتيال لم تصنف حتى الآن، طاولت اضافة الى قادة أمنيين وعناصر، كادرات لها صلات بالحكومة». وتابع ان «هذه الاحصاءات لا تشمل الناجين أو الجرحى أو العبوات التي يجري إبطالها. وغالبية هذه العمليات استهدفت نوعين من السيارات المدنية التي خُصصت لدوائر أمنية مهمة، نيسان صني وبيجو». يقول ضابط رفيع المستوى في الشرطة إن «معظم عمليات الاغتيال المسجلة لدينا وقعت في قاطع الكرخ ونفذت باستخدام العبوات اللاصقة». وأكد أن «أكثر من 90 في المئة من العمليات استهدفت السيارات الحديثة للمسؤولين من نوع «نيسان صني» بيضاء اللون و «بيجو» بلوحات وأرقام سوداء اللون». ولفت إلى زيادة نشاط الجماعات الارهابية خلال الشهور الخمسة الماضية، وقال إن «معدل تنفيذ عمليات الاغتيال باستخدام العبوات والأسلحة المزودة كواتم صوت تجاوز ال15 عملية أسبوعياً، بخاصة في جانب الكرخ الذي يعد منطقة مفتوحة جغرافياً». أما النقيب نبيل عبدالحسين، وهو ضابط استخبارات في اللواء السابع في جهاز الشرطة فقال إن «عمليات الاغتيال التي تستهدف المسؤولين المحليين وشيوخ العشائر وعناصر الصحوة وقيادات أمنية وموظفين حكوميين، هدفها زعزعة الوضع الأمني ونشر الرعب بين المواطنين». وأضاف ان «معظم العمليات عشوائية»، لافتاً الى أن تنظيم «القاعدة» يتبع حالياً «نظام اللامركزية في إدارة خلاياه، ويقتل من يسهل الوصول إليه». وأوضح ضابط استخبارات آخر إن تنظيم «القاعدة» اتبع «تكتيكاً جديداً خلال الشهور الماضية باعتماد الإغتيالات الفردية بمسدسات كاتمة للصوت وعبوات لاصقة». وزاد ان «المنفذين يُمكن أن يستفيدوا من أي شيء في محيطهم كطلب مساعدة طفل أو امرأة أو شيخ لإلصاق العبوة». وكان آخر تقرير ل «مرصد الحقوق والحريات الدستورية»، وهو منظمة مدنية محلية، أن هذه الفترة سجلت «أعلى نسبة ضحايا مقارنة بضحايا الاغتيال خلال عامي 2008 و2009». ومن بين من أشار اليهم التقرير: «ضباط كبار في أجهزة الأمن اغتيلوا بأسلحة كاتمة للصوت». وكانت الحكومة وزعت مطلع العام الجاري سيارات من طراز «نيسان صني» وأخرى من نوع «بيجو» تحمل لوحات سوداء على مسؤولي الأجهزة الأمنية بتسلسل محدد للأرقام، واعتبر قادة أمنيون ذلك خطأ غير مقصود وفر لتنظيم «القاعدة» أهدافاً سهلة.