للوهلة الأولى خلت حملة «خلوه يلبس» ضد أشباه العراة، ممن يرتدون ما لا يستر العورة، من بعض الشباب «المفتلين»، لكني وجدتها كما وردتني الأسبوع الماضي دعوة من الزوجات ضد الأزواج، وتحديداً ضد ملابسهم وهم داخل المنزل. هذا عنوانها، ومحتواها جاء فيه: «نحن الزوجات نقول للأزواج وبدون زعل، هذا اللبس ما يعجبنا، فنيلة وسروال وأحياناً معها طاقية، حس يا أخي البس بيجامة مثل العالم، يا عالم هذا لبس يسد النفس، وتلومونا إذا ما اهتمينا في أنفسنا». ثم تأتي صورة لأحد الرجال بالملابس المذكورة وهو «متبطح» أمام التلفزيون في صالة المنزل، ثم يأتي كلام كثير وبعده يأتي السم المدسوس في العسل عندما تقول الزوجات بالعامية الصرفة «احنا بعام 2010 وللحين تورثون هذا الشيء لعيالكم اجل لا أحد يقول نبي دلع والسورية واللبنانية ومدري ايش، البس أنت مثل العالم والناس بعدين ناظر لزوجتك». كان السياق في طريق سليم نسبياً لمقاطعة ما يعتقدون ألا يتناسب والذوق والرومانسية، حتى تم إقحام السورية واللبنانية، لتتضح بعض النوايا، وتظهر بعض الرواسب في أنفسهن، وليكون أساس القضية هشاً، فسيضعف الهجوم، وتقل فعالية الحملة. مشكلة الملابس التي يتحدثن عنها أنها عملية، خصوصاً أن الرجل السعودي أو العربي اجمالاً، قليل الجلوس في البيت، فيكون لبس الثوب والخروج سريع جداً، ويبدو أن هذا أساس الإشكال، فالجلوس في البيت ينافي أطباع نسبة كبيرة من الرجال، سواء أكانت أسبابهم مالية واقتصادية ولها علاقة بطموحاتهم، أم أنها ترفيهية بحتة بسبب هروبهم إلى الأصدقاء والاستراحات والشوارع والمزارع تبعاً للسن والثقافة والقدرات المالية. وإضافة إلى أنها تلاؤم الطقس، هي عملية أيضاً عند الهروب من غضب الزوجات، وعند فتح الباب لصاحب العمارة الذي يجيء لطلب الإيجار، فهي ستعطيه انطباعاً يساعد في تأجيل الدفع قليلاً، أو تقسيط المبلغ، وهو انطباع لا يمكن أن تحققه بيجاما حريرية تظهر الرخاء والاسترخاء. على الجنس اللطيف ان يحمدن الله كثيراً لأن المرحلة الذوقية التي يعشنها متقدمة جداً، فإلى وقت قريب كان كثير من الرجال يخرجون بهذا اللباس، ويقودون السيارات به، والكثير من الفتيان يعتبرونه «تكميلة» للعب كرة القدم. وأخيراً هل لاحظتم أن ملابس المكوث في المنزل الرجالية هي إما «جلابية» وردتنا مع بعض التغييرات من مصر، ثم من المغرب، وحتى من بعض دول الخليج، و«البيجامات» بشكلها «السينمائي» تستورد من كل مكان؟ إذاً ربما يكون هدف الرجال ترسيخ ملابس منزلية لها طابع محلي، علّه يجعلنا ممن ينسج ما يلبس، أو حتى يحيكه في معامل بسيطة مصغرة. [email protected]