أعلنت خدمة "واتساب" التابعة لمجموعة "فايسبوك" تشفيرها جميع المراسلات التي يتم تبادلها على منصتها "من البداية إلى النهاية"، في خطوة تعزز حماية بيانات مستخدميها، لكنها قد تثير مشاكل مع السطات الأمنية. وجاء على المدونة الرسمية ل"واتساب": "يشرفنا أن نعلمكم بالتقدم التكنولوجي الكبير الذي أحرزناه والذي يجعل واتساب رائدة في مجال حماية اتصالاتكم الخاصة وهو التشفير الكامل للرسائل من البداية إلى النهاية". وأوضحت أن "الجهة الوحيدة المخولة قراءة الرسائل التي ترسلونها هي المجموعات أو الأفراد الذين ترسل إليهم. ولا يمكن لأحد الإطلاع على هذه الرسائل، من مجرمين وقراصنة معلوماتية وأنظمة قمعية، ولا حتى نحن". ويأتي هذه الإعلان بعد بضعة أسابيع من شد حبال بين "آبل" والحكومة الأميركية التي كانت تريد أن تساعد المجموعة مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" على فك شيفرة هاتف "آي فون" استخدمه أحد منفذي اعتداء سان برناندينو. وتنتقد قوى الأمن عموما تدابير حماية البيانات التي تعتمدها مجموعات التكنولوجيا والتي تزداد تقدماً، باعتبار أنها تسمح للمجرمين بالتخطيط بحرية. وأفادت معلومات صحافية أن "واتساب" تتواجه مع السلطات في نزاعات قضائية شبيهة بتلك التي خاضتها "آبل" مع "اف بي آي". وكشفت وسائل إعلام أخرى عن احتمال أن تكون الخدمة ومنافستها "تيليغرام" استخدمتا خلال الاعتداءات المنفذة في باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015. وقد تسن السلطات الأميركية تشريعا لإلزام المجموعات التكنولوجية بالمحافظة على "مفاتيح" تسمح باستعادة البيانات في حال التحقيقات الجنائية. وتدرس بريطانيا وفرنسا أيضا احتمال اعتماد تشريعات من هذا القبيل. وضم عدد من المجموعات التكنولوجية صوته إلى المدافعين عن الحقوق المدنية للمطالبة بمنح "نفاذ خاص" لقوى الأمن، باعتبار انه من الممكن أن تستغل فرق قراصنة المعلوماتية والأنظمة الاستبدادية هذه الحماية المطلقة.