هناك نصوص تصلح لكل شيء... إلاّ الغناء وإن كتب لها أن تُغنّى فهي بلا شك بحاجة إلى رؤية عميقة تجاهها لإخراجها بكل أبعادها أداءً ولحناً وموسيقى. هناك تجارب فريدة للمجنون زياد رحباني في غناء نصوص مشاكسة جداً مثل (شو هالأيام اللي وصلنا لا) فهو نص يضرب في كل اتجاه أداءً ولحناً وموسيقى... لكنه يتكئ على رؤيته العبقرية ومواقفه المعارضة بسخرية لكثير من الأوضاع في البلد، ليس غريباً على زياد أن يفعل هذا... الغريب هو ألا يفعل... لكن ليس مستغرباً جداً أن يغنى نص «احترامي للحرامي» للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد ذلك النص الثائر في مضمونه بموسيقى طربية وصوت يحاول أن يوصل الكلام إلى أسماعنا بكل شجن في غير محلّه... من دون أي رؤية إلى عمق النص ومحاولة إيصال ذلك الاحترام الساخر في النص من خلال موسيقى رزينة وجادّة وأداء لا يعكس أي روح للنص أو يشير على الأقل إلى فهم بسيط لأبعاد القصيدة. وقد اكتمل العقد الفريد في غناء هذا النص في حفلة غنائية مفتوحة جعلتني أشفق جداً على صاحبة الصوت آمال ماهر من محاولاتها الجادّة جداً أن تطرب وتُطرب... بل وتضطر أحياناً إلى أن تبتسم...! لا أملك أمام هذه الأغنية إلاّ أن أقدّم (احترامي للملحن) فهو من خلال هذا العمل وكأنه يشعرنا أنه: (جمّع ألحان مخيفه من معاشه بالوظيفه)...! [email protected]