حقق الجيش العراقي تقدماً جديداً في مدينة هيت غرب الرمادي بعد سيطرته على أحياء جديدة ضمن الحملة العسكرية الجارية منذ ثلاثة أسابيع، فيما حذّر مسؤولون وشيوخ عشائر من هجمات يخطط لها «داعش» لاستهداف ناحية البغدادي القريبة من هيت. وباشرت شركة أميركية مختصة بنزع الألغام عملها لتفكيك العبوات الناسفة في مدينة الرمادي التي تعاني من الدمار وانتشار شبكات من المكامن تعرقل عودة السكان النازحين إلى منازلهم. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة»، إن «الجيش يواصل التقدم نحو مركز هيت، وسيطر (أول من امس) على حي المعلمين وبناية المحكمة وعدد من مراكز الشرطة». وتوقع أن «الساعات المقبلة ستشهد وصول القوات إلى مركز المدينة مع انحسار نفوذ عناصر داعش وهروبهم نحو نهر الفرات عبر حي البكر شمال هيت باتجاه قضائي عانة وراوة». وأشار إلى أن «سيطرة الجيش على هيت تمثّل انتصاراً مهماً ضد داعش بحكم موقع المدينة الاستراتيجي الواقع في قلب الأنبار». ورجّح «انحسار التنظيم وانزوائه نحو البلدات الغربية من المحافظة على الحدود مع سورية باستثناء مدينة الفلوجة». وقام الجيش العراقي بإخلاء آلاف العائلات الفارة من المعارك في هيت، وأعلنت قيادة العمليات نقل المئات منها إلى مناطق آمنة بعد التدقيق في أوراق النازحين الثبوتية والتأكد من عدم تسلل عناصر من «داعش» بينهم. ويحاول «داعش» منذ يومين السيطرة على ناحية البغدادي الواقعة شمال الرمادي لتعويض خسارته في هيت. وفشل هجوم شنه التنظيم أول من أمس على المدينة لكنه يستعد كما يتردد لشن هجوم آخر. وحذّر شعلان النمراوي أحد شيوخ عشائر الأنبار في تصريح إلى «الحياة» من «حشود لداعش عند أطراف البغدادي لشن هجوم آخر على المدينة»، ودعا «القوات الأمنية وطيران التحالف الدولي إلى الإسراع في منعه». ولفت إلى أن «التنظيم يسعى إلى السيطرة على المجمع السكني في المدينة الذي يضم عائلات الجنود ومقاتلي العشائر، وهو هدد أكثر من مرة بقتلهم ما اثّر سلباً على معنويات مقاتلي العشائر الذين يخشون على عائلاتهم». وأعلنت وزارة الداخلية أمس، إعادة فتح مركز الشرطة العام في ناحية كبيسة جنوب هيت بعد أيام على تحريرها من داعش ضمن الحملة العسكرية الجارية غرب الأنبار منذ أسابيع، لكن هناك حاجة إلى المزيد من قوات الشرطة المحلية لمسك الأرض وإعادة فتح بقية مراكز الشرطة. إلى ذلك، بدأت شركة أميركية مختصة بنزع الألغام عملها لتفكيك المئات من العبوات الناسفة في أحياء الرمادي، تمهيداً لإعادة مئات الآلاف من سكانها الذين يعيشون ظروف صعبة لقلة الخيم والمستلزمات الإنسانية. ويقول مسؤولون محليون وقادة عسكريون إن قلة عدد الخبراء العسكريين أو المدنيين المدربين على إزالة المتفجرات أبطأ مساعي إعادة الحياة إلى الرمادي على رغم مرور شهرين على تحريرها. وقالت شركة «جوناس غلوبال» في بيان، إن «الشركة لديها خبرة العمل في الظروف الصعبة، بما في ذلك العمل في أفغانستان والصومال»، وأضافت أنه منذ مطلع الأسبوع الحالي تم نقل معدات وأشخاص إلى العراق للقيام «بتفكيك المكامن». من جهة أخرى، بحث رئيس «ائتلاف العربية» صالح المطلك مع نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جورج بوستن، أزمة الفلوجة و «أهمية التحرك الأممي سعياً لإغاثة الأهالي وإيصال المواد الإغاثية إليهم بالتعاون بين الحكومة العراقية والمجتمع الدولي».