وضعت وفاة سامح سيف اليزل زعيم الغالبية النيابية في مصر مستقبل الائتلاف الذي أسسه على المحك، إذ تسيطر الخلافات على أروقة البرلمان المصري منذ انعقاده مطلع العام الجاري، حتى أن لجان مجلس النواب لم تُشكل حتى الآن، بانتظار صدور قانون باللائحة الداخلية المُنظمة لعمل البرلمان والتي تأخر إقرارها من قبل النواب. وتوفي اللواء السابق في الاستخبارات العامة سامح سيف اليزل عن 70 عاماً إثر مرض ألمَّ به، وشُيعت جنازته أمس في القاهرة بحضور رئيس البرلمان علي عبد العال وقيادات البرلمان ووزراء ومفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام وكبار المسؤولين الأمنيين. وسيف اليزل ضابط سابق في الجيش المصري شارك في عدة حروب وعمل في الاستخبارات الحربية المعنية بأمن القوات المسلحة، لسنوات قبل أن ينتقل إلى العمل في جهاز الاستخبارات العامة، وعمل في قسم العمليات السرية في الجهاز لسنوات قبل أن يتولى منصب وكيل الجهاز. ولعب اليزل بعد ثورة 25 يناير 2011، دوراً بارزاً باعتباره مستشاراً لوزارة الدفاع وكان بمثابة حلقة الوصل بين الجيش، الذي تولى الحكم في أعقاب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، ووسائل الإعلام. وتولى اليزل في تلك المرحلة الترويج لوجهات نظر المجلس العسكري إبان توليه السلطة والدفاع عن توجهات الجيش في صراعاته مع القوى السياسية. وبعد ثورة 30 يونيو من العام 2013 وعزل الرئيس المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي، وانتشار موجة من الإرهاب، خصوصاً في سيناء، بات سيف اليزل أبرز الخبراء الاستراتيجيين للتعليق على تلك الهجمات، بوصفه نافذاً لدى المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخباراتية، وكان صاحب القدر الأكبر من المعلومات المُدققة التي تُضخ في وسائل الإعلام عن تلك المواجهات. ومارس سيف اليزل دوراً سياسياً بارزاً مع الإعداد لانتخابات البرلمان بتشكيل قائمة «في حب مصر» التي فازت بكل مقاعد البرلمان المُخصصة للانتخاب بالقائمة وعددها 120 مقعداً، وضم إليهم نحو 300 عضو مع بداية انعقاد البرلمان، ليتشكل ائتلاف «دعم مصر»، لكن انشقاقات حدثت في الائتلاف الذي بات يضم أكثر من 300 عضو ليستأثر بالغالبية النيابية. وتمكن اليزل من السيطرة على الخلافات التي دبت داخل الائتلاف مع بداية تشكيله، وحافظ على سيطرة الائتلاف، القائم أساساً على تأييد سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الغالبية التي تُمكنه من تمرير القوانين.ومع تشكيل لجان الائتلاف واختيار مرشحيه لمنصب رئيس البرلمان ووكيليه، حدثت انشقاقات محدودة، تمت السيطرة عليها خلف الكواليس، إذ حرص اليزل دوماً على مناقشة الأمور الخاصة بالائتلاف بعيداً من وسائل الإعلام، متأثراً بخلفيته الاستخباراتية. وبوفاة سيف اليزل بات مستقبل الائتلاف على المحك في ظل تنافس مرتقب لقياداته على منصب زعيم الغالبية البرلمانية، التي تضم عدة أحزاب فضلاً عن النواب المستقلين.