اعتقلت الشرطة التركية 68 شخصاً تتهمهم بأنهم أعضاء في جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، والتي اعتبر رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو انها مساوية لحزب العمال الكردستاني. وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بتوقيفهم خلال عملية واسعة في 22 محافظة، في اطار سبعة تحقيقات. وأشارت الى مذكرات لتوقيف 120 شخصاً، بينهم رجال اعمال وأساتذة ومسؤولون عن جمعيات خيرية. وكان غولن حليفاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم اختلفا بعدما اتهمه الأخير بإقامة «دولة موازية» هدفها إطاحته، إثر فضيحة فساد كبرى طاولت أردوغان ومقربين منه، أواخر عام 2013. وأفادت وكالة «دوغان» للأنباء بأن الشرطة التركية أوقفت الاثنين خمسة صحافيين، كتبوا عن الفضيحة، اذ اتُهموا بانتهاك سرية التحقيق وبالانتماء الى «منظمة ارهابية»، في إشارة الى جماعة غولن. واعتبر داود أوغلو أن «لا فرق بين المنظمة الموازية وحزب العمال الكردستاني»، وزاد: «كلاهما عدوّ للدولة وللشعب وللديموقراطية». اما أردوغان فاتهم «الكردستاني» ب «خداع» تركيا، مستبعداً إحياء مفاوضات السلام معه. وأضاف: «لم يعد ممكناً الوثوق بهم. انتهى الأمر الآن وسنُنهي هذه القضية. على الإرهابيين أن يختاروا واحداً من مسارين: إما الاستسلام للعدالة، وإما سنحيّدهم. لم يعد هناك مسار ثالث في تركيا». واقترح أردوغان تجريد أنصار «الكردستاني» من الجنسية التركية، بقوله: «علينا اتخاذ كل الإجراءات، بما فيها سحب الجنسية من أنصار التنظيم الإرهابي. ليس لدى الحكومة ما تناقشه مع الإرهابيين». الى ذلك، أعلنت مصادر أمنية فرض حظر تجوّل في بلدة سلوبي جنوب شرقي تركيا، بعد مقتل شرطي وجرح أربعة، في هجوم شنّه مسلحون على مدرعة تابعة للشرطة. وفي بلدة نصيبين قرب الحدود السورية، حيث تفرض السلطات حظر تجوّل منذ ثلاثة أسابيع، أسفر هجوم صاروخي ل «الكردستاني» عن مقتل رائد في الجيش وضابط آخر. في الوقت ذاته، أعلن الجيش التركي أن مقاتلاته شنّت غارات جوية على معكسرات للحزب في شمال العراق، لافتاً الى انها أصابت مخازن أسلحة ومخابئ. وأعلنت «مؤسسة حقوق الإنسان التركية» مقتل 310 مدنيين على الأقل، خلال حظر التجوّل الذي فُرض في أجزاء من جنوب شرقي البلاد، بين آب (أغسطس) ومنتصف آذار (مارس) الماضيين. وأشارت الى أن 355 ألف شخص اضطروا الى ترك منازلهم. على صعيد آخر، أعلنت السلطات التركية انها اعتقلت انتحاريَّين في غازي عنتاب جنوب البلاد، يُشتبه في انتمائهما الى تنظيم «داعش». وذكر مكتب محافظ غازي عنتاب ان الموقوفَين هما عضوان في خلية تضم اربعة متشددين، فكّكتها السلطات في المحافظة المحاذية لسورية، وأحدهما تبحث عنه منذ تفجير انتحاري أوقع اربعة قتلى في إسطنبول الشهر الماضي. على صعيد آخر، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن قراصنة نشروا على الانترنت قاعدة بيانات يبدو أنها تحوي معلومات شخصية عن حوالى 50 مليون تركي. وأشارت الى انها تمكّنت جزئياً من التحقّق من ان التسريب صحيح، علماً أنه يفشي معلومات خاصة ضخمة، معرّضاً أفراداً لخطر سرقة هوياتهم والاحتيال عليهم. وتشمل البيانات أرقام الهوية الوطنية، وعناوين السكن، وتواريخ الميلاد وأسماء الوالدين. وطاولت أردوغان وسلفه عبدالله غل وداود أوغلو. ووَرَدَ في رسالة نُشرت مع التسريب: «مَن كان يتصوّر أن الأيديولوجيات الرجعية، والمحسوبية وتصاعد التطرّف الديني في تركيا، سيؤدي إلى انهيارٍ وإضعاف البنية التحتية التقنية».