يعد الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله أكثر ملوك المملكة زيارة لمصر، إذ زارها سبع مرات في أعوام 1965 و1969 و1970 و1971 و1973 و1974 و1975، وكانت لزياراته إلى القاهرة تأثيرات على الوضع العربي إجمالاً، إذ شهدت تلك الزيارات التنسيق السعودي - المصري لشن حرب أكتوبر 1973، إذ جرت محادثات مطولة بين الملك فيصل والرئيس أنور السادات، تناولت - بحسب مؤرخين - كل السيناريوهات المطروحة لشن هذه الحرب، كما تم قبلها المشاركة في مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد في 21 أيلول (سبتمبر) 1970 لبحث ما يعرف تاريخياً ب«أحداث أيلول الأسود»، فيما كانت أول زيارة للملك الراحل يرحمه الله إلى مصر في الثامن من أيلول (سبتمبر) 1965 وذلك بعد توليه مقاليد الحكم. ويأتي في المرتبة الثانية بعد الملك فيصل يرحمه الله، في عدد المرات التي زار فيها مصر، الملك سعود يرحمه الله بأربع زيارات، في 1954 و1956 و1959 و1964، إذ كانت أول زيارة له في 1954 والتقى خلالها أول رئيس لمصر محمد نجيب، إضافة إلى مجلس قيادة الثورة. ويتساوى كل من الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله يرحمهم الله، في عدد زياراتهم لمصر، التي بلغت ثلاث زيارات، إذ قام الملك خالد بأول زيارة له في 1975، أتبعها بزيارة ثانية في آذار (مارس) 1976، وثالثة في تشرين الأول (مارس) 1976، وبدأ الملك فهد زياراته إلى مصر في 1989، وإن كانت زيارته الأشهر في التاسع من آب (أغسطس) 1990 والذي أكد فيها خلال مشاركته في مؤتمر القمة العربية الطارئ لمناقشة أزمة اجتياح قوات الجيش العراقي للكويت على الحق السيادي المطلق لدولة الكويت في استعادة أراضيها. وزار الملك عبدالله يرحمه الله مصر في نيسان (أبريل) 2008، و حزيران (يونيو) 2008، والأشهر في تاريخ زياراته هي تلك التي توقف فيها في مطار القاهرة لدى عودته من المغرب في 2014، وصعد إليه في الطائرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشهدت أول قبلة من رئيس لمصر على رأس ملك للسعودية، وذلك عرفاناً من رئيس وشعب مصر للملك عبدالله يرحمه الله في إنقاذ بلادهم من خطر الانهيار. وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر في الرابع من نيسان (أبريل) المقبل، تأكيداً على استمرار نهج السعودية ومساندتها لمصر في ما تمر فيه من أزمات، وحفاظاً على أمنها واستقرارها، وأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط إجمالاً. { الرياض - ياسر الشاذلي